للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي صالح غير هذا الحديث تفرد به ابن أبي أويس، ومن حديث أنس أن

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " أتموا الصف المقدم، ثم الذي يليه، فما كان من نقلي

فليكن من الصف المؤخر " (١) . ذكر الخلال أن أحمد بن حنبل لماَّ ذكر له هذا

الحديث أعجبه واستحسنه من حديث الأنصاري، وفي الأوسط من حديث

عمرو بن مرّة عن أبي معمر عن عقبة/بن عمرو قال: " كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: سووا المناكب، وأقيموا الصفوف، ولا

تختلفوا فيختلف بكم " (٢) . وقال: لم يروه عن عمرو إلا محمد بن جابر تفرد

به إسحاق بن إسرائيل عن أبيه وهو في صحيح مسلم، قال أبو محمد بن

حزم: قوله أو ليخالفن الله بين وجوهكم هذا وعيد شديد، والوعيد لا يكون

إلا في كبيرة، وقوله فإن تسوية الصف من تمام الصلاة إذا كان من إقامة

الصلاة فهو فرض؛ لأن إقامة الصلاة فرض، وما كان من الفرض فهو فرض،

وعند أبي حنيفة والشافعي ومالك هو من سنة الصلاة، وقوله أو ليخالفْن الله

بين وجوهكم، قال النووي: الأظهر معناه يوقع بينكم العداوة والبغضاء

واختلاف القلوب كما يقال يغير وجه فلان على أي ظهر لي من وجهه كراهة

في ويغير قلبه علي؛ لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم،

واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن وكان لعمر وعثمان رجال وكلهم

بتسوية الصفوف.

***


(٣/١٠٣،١٠١) ، والحاكم (١/٢١٤) ، والمجمع (٢/٣٨، ٩١) ، وابن خزيمة
(١٥٥٠، ١٥٥٦) ، وشرح السنة (٣/٣٧٢) ، والجوامع (٥٠٩٢، ٥٠٩٣، ٥٠٩٩، ٥١٠١) ، والكنز
(٢٠٥٥٤، ٢٠٥٨٦) ، وابن حبان (٣٩٤) ، والترغيب (١/٣٢٣،٣٢١) .
(١) صحيح. رواه أبو داود (ح/٦٧٠) ، والنسائي (٢/٩٣) ، وأحمد (٣/١٣٢، ٢٢٥) ، والبيهقي
(٢/١٠٣) ، والكنز (٢٠٥٩٤) ، وابن حبان (٣٩٠) ، والمشكاة (١٠٩٣) ، وشرح السنة (٣٧٣) (٢) رواه الطبراني؟ (١٧/٢١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>