ثناء العلماء عليه
صفاته الخلقية كثيرة مشهورة، ومناقبه جمّة، فقد بدأ حياته منقبضا عن
النّاس، لا يتصل بأحد منهم، إلا في طلب العلم ونشره، وكان يرسل
فتاواه ويصدر أحكامه دون أن يتقاضى عليها أجرَا.
والشّيخ لم تكن الدُّنيا أكبر همّه؛ لأنه كان يعلم أنّ عرضها الزائل لم
يكن يشغله عن الهدف الأسمى الذي وضعه لنفسه؛ وهو نشر دين الله
تعالى، وإحقاق الحقّ.
ولذلك كان يقدّر أهل العلم والفضل، الذين لا يتكالبون على جمع
حطام الدُّنيا، والتقرّب إلى الحكّام، وكان يعش حياة بسيطة مقشفة، فلم
يسمع منه أحد من تلامذته كلمة مؤذنة بالخضوع لمطلب من مطالب الدُّنيا، لا
تصريحَا ولا تلويحَا.
وكان- رحمه الله تعالى- بارَا بشيوخه وتلاميذه، فتح أمامهم أبواب
العمل، ودافع عنهم، وتشفع لهم عند الأئمة في كل أمر وقعوا فيه.
وبالرغم من حدة ذكائه، وجودة ذهنه، فكانت قسوته على الأفكار لا
على الأشخاص؛ لأنه كان يدرك أنه سبق جيله بأجيال، فترك ثروته الفكرية
والعلمية لتتفاعل مع الزمن، يكشف عن وجهها ما تبديه قرائح العلماء.
مصنفاته
كان الإمام مغلطاي عارفَا بالأنساب معرفة جيّدة، وأمّا غبرها من متعلّقات
الحديث فلهَ بها خبرة متوسطة، وتصانيفه أكثر من مائة منها:
١- شرح البخاري- لم يكمل.
٢- شرح أبي داود- ولم يتمه وجمع.
٣- أوهام الأطراف.
٤- ذيل على التهذيب.
٥- ذيل على المؤتلف والمختلف- لابن نقطة.