للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، نا جدي الإِمام أبو بكر

محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتابه الصحيح، نا محمد بن يحيى وعبد

الرحمن بن بشر بن الحكم قالا: حدثنا عبد الرزاق، ثنا معمر عن ثابت وقتادة

عن أنس قال: " نظر بعض أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضوءَا فلم يجدوا،

فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هاهنا ماء، فرأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضع يده في الإِناء

الذي فيه الماء ثم قال: توضئوا بسم الله، فرأيت الماء يفور من بين أصابعه

والقوم يتوضؤون حتى توضئوا عن آخرهم " (١) قال ثابت: قلت لأنس: كم

تراهم كانوا؟ قال: نحوا من سبعين، وأخرجه النسائي أيضًا وأصله متفق

عليه، وفي الباب مما لم يدر الترمذي حديث جابر، وفيه طول، وفي آخره:

" فقلت/إلا وضوء وفيه قال: حدثنا جابر: " فصب علي وقل بسم الله،

فصببت عليه وقلت بسم الله " (٢) رواه مسلم في صحيحه، وهو أصرح من

حديث أنس؛ إذ لقائل أن يقول: أراد بسم الله الإذن لا التسمية، وفيه رد

لقول من زعم ليس في الباب حديثًا له إسناد جيد كَما قدمناه، وفي حديث

ندع العنزي عن جابر عند أحمد: " فوضع النبي كفه في الماء والقدح ثم

قال: بسم الله ثم قال: أسبغوا الوضوء " (٣) وفي حديث سالم عن أبي الجعد

عنه عنده أيضًا: " فوضع يده في تور من ماءٍ بين يديه فجعل يفور من خلال


(١) صحيح. رواه عبد الرزق في " المصنف " (٢٠٥٣٥، ٢٠٥٣٦) وابن عبد البر في " التمهيد "
(١/٢١١) والدارقطني في " السنن " (١/٧١) .
(٢) صحيح. رواه مسلم في (الطهارة، ح/٧٧، ٧٨، ٨١) ، والطبراني (٧/٨٩) والمجمع
(١/٢٥١) وعزاه إلى الطبراني في " الأوسط " وفيه داود بن يزيد الأودي وقد ضعفوها إلا ابن
عدي فقال: لم أر له حديثا منكرا جاوز الحد إذا روى عنه ثقة، وإن كان ليس بالقوي في
الحديث، فإنه يكتب حديثه ويقبل إذا روى عنه ثقة، وهذا روى عنه مكي بن إبراهيم- وهو من
رجال الصحيح- فهو مقبول على ما قاله ابن عدي، والله أعلم.
(٣) صحيح. رواه مسلم في (الطهارة، ح/٢٦) وأبو داود في (للطهارة، باب " ٤٦ ")
والنسائي في (الطهارة باب " ١٠٥ ") وابن ماجة (ح/٤٥٠) وأحمد في " المسند " (٢/١٦٤،
١٦٩، ١٩٣) والبيهقي في " الكبرى " (١/٦٩، ٢/٨٩) وإتحاف (٢/٢٠٨، ٧/١٧٢) وابن
عساكر في " التاريخ " (٣/١٧) الخطيب (٤/٦) .
وصححه الشيخ الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>