للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويسند ذلك إلى النبي- عليه السلام- " (١) . حدثنا أبو كريب، ثنا خالد بن

حبان عن سالم أبي المهاجر عن ميمون بن مهران عن عائشة وأبي هريرة أن

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " توضأ ثلاثا ثلاثا " (٢) هذا حديث معلّل بأمرين: الأول:

انقطاع ما بين ميمون وشيخيه، أما عائشة فذكر الكناني: قلت له- يعني أبا

حاتم الرازي- ميمون، هل سمع من عائشة شيئًا؟ قال: لا، وأما أبو هريرة

فذكر ابن أبي حاتم في كتاب المراسيل: ثنا رحمونة سمعت أبا طالب قال:

قلت لأحمد بن حنبل: ميمون سمع عن بن حزام؟ قال: لا، من أين لقيه؟ لم

يرو إلا عن ابن عباس وابن عمر، فهذا حكم من أحمد على عدم سماعه من

صحابي غير هذين ولم تركته مخالفا نرجع إلى قوله، الثاني: الاختلاف في

حال خالد بن حبان أبي يزيد الرقي الكندي مولاهم الخراز، فأمّا ابن عمَار

وابن معين وابن سعد فذكروا أنه ثقة، وأمّا الإِمام أحمد فقال: لم يكن به

بأس، كان يروي عن جعفر غرائب وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث،

وقال يعقوب: أنكرت عليه أحاديث تفرد بها، وسئل عنه علي بن ميمون

فقال: كان منكرًا- يعني في الضبط والحفظ- وشكّ التقوى والتحرز. انتهى

كلامه، وفيه نظر، إذ لقائل أن يقول: لو لم يكن فيه إلَّا قول من وثقة لكان

ما ذكرته حسنًا، ولكن لما روى مضعفًا راويًا للغرائب جوز حمله على نكارة

الحديث/لا غيرها اصطلاحًا ولغة، وقد وقع لنا حديث أبي هريرة من طريق

صحيحة، ومسند البزار رواها عن كرشي عن الحجاج بن منهال عن هاشم عن

همام عن عامر الأحول عن عطاء بن أبي رباح عنه أنّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " توضأ

ثلاثًا ثلاثًا " (٣) ، وقال: هذا الحديث لم نعلمه روى عن أبي هريرة بأصح من

هذا الإِسناد، وحديث عائشة من طريق متصلة، وصحح الطْبري إسناده في

تهذيب الآثار. ذكرها أبو عبد الرحمن البزار في كتاب الكنى فقال: حدّثنا

الحسين بن حريث، ثنا الفضل بن موسى عن جُنيد بن عبد الرحمن، أخبرني


(١) تقدم في أحاديث الباب.
(٢) تقدم في أحاديث الباب.
(٣) تقدم في أحاديث الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>