الوضوء وقال: وضوء، من لم يتوضأه لم يقبل الله له صلاة، ثم توضأ مرتين مرتين
ثم قال: هذا وضوء من توضأ أعطاه الله كفلِن من الأجر، ثم توضأ ثلاثَا ثلاثَا
فقال: هذا وضوئي ووضُوء المرسلين قبلي " (١) هذا حديث قال فيه أبو الحسن
الدارقطني في كتاب العلل الكبير: لم يتابع ابن غزوان عليه وأغض عن ذكره
في سننه ولا إعضالَا به ممن قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري:
منكر الحديث وقال النسائي: ضعيف، وقال الحربي/في كتاب العلل: ابن
عواده غير معروف، وقال ابن عدي: ما يرويه لا يتابع عليه، وقال ابن حبان:
كان يقلب الأخبار، لا يجوز الاحتجاج به.
وفي الباب أحاديث غير هذين؛ منها: حديث عائشة. ذكره ابن أبي حاتم
في كتاب العلل من تأليفه، فقال: سئل أبو زرعة عن حديث رواه عياش
النوسي عن يحيى بن ميمون عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة عن النبي-
عليه السلام- في صفة الوضوء مرة مرة فقال: لا هذا الذي افترض الله
عليكم، ثم توضأ مرتين مرتين فقال: من ضعف ضعف الله له، ثم أعادها
الثالث فقال: هذا وضوؤنا معشر الأنبياء: قال أبو زرعة: هذا حديث واهي
منكر ضعيف، وفي موضع آخر: " فمن زاد على ذلك فقد أساء " وقال أبو
زرعة: ليس هذا أصل، وامتنع من قراءته علينا.
ومنها حديث عكراش بن دلب اليمني الذي شهد مع عائشة الجمل فقال
الأحنف: كأنكم به قد أتي به قتيلَا أو به جراحة لا تفارقه حتى يموت، فقرب
ضربه على أنفه، فعاش بعدها مائة سنة وأثر الغربة به. ذكر ذلك في الإِسعاف
الكبير؛ فعلى هذا يكون قول من قال: إن أبا الطفيل آخر من مات من
الصحابة غير صواب؛ لتأخّر عكراش عن ذلك، قال الخطيب في ترجمة عبد
الوهاب بن أبي عصمة: ثنا النضر بن طاهر، ثنا عبد الله بن عكراش، حدثني
(١) انظر: تخريج الحديث السابق ص ٢٩٣.