للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منده في كتاب الوضوء من مصنفه، ولأنه قد روى عنه جماعة منهم، وفي

رواية: ليس بشيء، قد ضربت على حديثه، وهو شبيه المتروك، والذي يظهر

من العذر لابن ماجة، أنه عدل عن حديث عبد الكريم بن مخارق/قيس-

ويقال: طارق- أبي أمية البصري فقد قال فيه أيوب أنه غير ثقة، سألني عن

حديثه لعكرمة، فحدثته ثم قال: حدثني عكرمة، وذكر ابن أبي زرعة أنّه

اتهمه بالكذب، وإن كان مسلم قد خرج له في صحيحه. كذا ذكره ابن

مسرور، وأظنّه وهم؛ لأني لم أر ذلك لغيره، خرّج له البخاري مستشهدًا في

باب التهجد بقوله: قال سفيان وزاد عبد الكريم أبو أمية، ولا حول ولا قوة

إلا بالله، ومسلم إنما خرج له في المتابعات، ولهذا قال أبو محمد بن يربوع:

أمّا مسلم فقد خرج في صدر كتابه، وأمّا البخاري فلم ينبه من أمره على

شيء؛ فدل أنه عندي على الاحتمال؛ لأنه قد قال في التاريخ: كل من لم

أسم فيه جرحه فهو على الاحتمال، وإذا قلت: فيه نظر فلا يحتمل وقال:

قد تركت فيهم- يعني أبا أمية- قال أحمد: كان يوافقه على الإِرجاء،

وكان ابن عيينة يستضعفه، وقال أحمد: هو ضعيف، وفي رواية: ليس بشيء

قد ضربت على حديثه، وهو شبيه بالمتروك، وفي إطلاق ذلك نظر لما ذكره

ابن أبي حاتم عنه، وذكروا مرة عند يحيى يوم الجمعة في مسجد الجامع قال

عمرو وأنا شاهد التراويح في الصلاة فقال: يذكرون عن مسلم بن يسار وأبي

العالية، فقال له عفان من حديث من قال فيما بينه وبينه وأنا أسمع: نا هشام

عن عبد الكريم المعلم عن عمير بن أبي يزيد، وأما عبد الرحمن فإني سألته

فيما بيني وبينه فقال: فأين البغوي؟ انتهى. فهذا يحيى قد حدّث عنه، وقال

الفلاس (١) : كان ابن محيي ومهدي لا يحدثان عنه، وقال ابن عدي:

والضعف من على كل ما يرويه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرّة: هو

ضعيف، وقال السعدي: غير ثقة، وقال ابن حبان: كثير الوهم فاحش الخطأ،

فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به، وقال النسائي وأبو الحسن والدارقطني:

متروك، وقال الحربي في كتاب العلل من تأليفه: ويرى الإرجاء، غيره أوثق

منه، وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: لم يحدث/مالك عن أحد


(١) قوله: " الفلاس " غير واضحة " بالأصل " وكذا أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>