للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السادس: قوله: وتعين أمّا ننظر في حاله لكونه تابعيًا غير مستقيم؛ لأنّ

كلّ من روى حديثًا غير صحابي لا يكون تابعيا؛ لأنَ الصحابة يروي بعضهم

عن بعض، ولئن أثبتنا روايته لهذا الحديث عن أبيه فيكون عند من أسقطها من

مراسيل الصحابة، وذلك مقبول عند الجماهير.

السابع: تطرقّه إلى أبيه سفيان لعدم قبول روايته وهو في ذلك غير

منصف؛ لأنّ سفيان أباه ذكره في الصحابة أبو أحمد العسكري، وذكر عنده

جماعة رووا عنه عدَة أحاديث فصح بهذا المجموع قول الحاكم وغيره.

الثامن: إغفاله ما ذكره أبو إسحاق من اله يقال له: أيضا الحكم والله

تعالى أعلم.

لم حدّثنا إبراهيم بن محمد العبراني، حدّثنا حسان بن عبد الله، ثنا ابن

لهيعة عن عُقيل عن الزهري عن عروة، ثنا أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن

حارثة قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"علمني جبريل الوضوء وأمرني أن أنضح تحت

ثوبي لما يخرج من البول بعد الوضوء" (١) .

هذا حديث إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، ولما سئل عنه أبو حاتم

الرازي قال: هذا حديث كذب باطل قال ابنه: وقد كان أبو زرعة يضعفه

أيضا وضعفه أيضا ابن عدي وابن طاهر، وأبو الفرج أخرج هذا الحديث في

كتاب المختصر عن ابن أبي شيبة عن الأشيب عن ابن لهيعة فظننت أنه قديما

للمعرفة وحاله يقرب من حال ابن لهيعة.

ورواه أحمد في مسنده من جهة رشد بن سعد عن عقيل بحذف زيد أبي

أسامة، ولما ذكر الإشبيلي حديث زيد بن حارثة المتقدّم من عند البزار قال:

هذا يرويه ابن لهيعة وهو ضعيف عندهم، وقد رُوى أيضًا من طريق رشدين


(١) ضعيف ومتنه صحيح. رواه هـ ٤٦٢- إتحاف ٢: ٤٢٩- صحيحة ٢: ٥٢٠ قلت:
وعلته ضعف ابن لهيعة. وضعفه الشيخ الألباني) ضعيف الجامع. ص ٥٤٥) .
قلعت والحديث حسن. دون الأمر- المشكاة ٣٣٦، والضعيفة ١٣١٢، وصحيح أبي داود
١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>