للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعلي مغبون يسمع أصحابي ما لم أسمع، فحضرت يوما فسمعت رجلا يقول:

قال نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"من توضأ وضوءَا كاملا ثم قام إلى صلاته قام من

خطيئته كيوم ولدته أمه"" (١) فتعجبت من ذلك فقال عمر بن الخطاب: فكيف

لو سمعت الكلام الآخر كنت أشدّ عجبًا، فقلت أزد علي جعلني الله فداك، فقال

عمر: إن نبي الله قال:"من مات لا يشرك بالله شيئًا فتحت له أبواب الجنة

الثمانية يدخل من أيها شاء"أو لها ثمانية أبواب؟ فخرج علينا نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فجلست مستقبله فصرف وجهه عني ثلاًثا، فلما كانت/الرابعة قلت: يا نبي الله

بأبي أنت وأمي لم تصرف وجهك عني، فأقبل علي فقال: أو أحدٌ أحب إليك أو

اثنا عشر، مرتين أو ثلاثًا، فلما رأيت ذلك إلى أصحابي" (٢) فال أبو القاسم: لم

يروه عن الوضين- يعني: عن القسم أبي عبد الرحمن عن عقبة- إلا يحيى بن

حمزة، وأما قول الترمذي وفي الباب عن أنس وعقبة فقد أغفل حديثًا رواه ثوبان

مرفوعًا:"من توضأ فأحسن الوضوء ثم رفع طرفه إلى السماء فقال. أشهد أن لا

أنه إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، فتحت له أبواب

الجنة الثمانية فيدخل من أيّها شاء" (٣) وفي الباب عن أنس وعقبة ذكره البزار في

كتاب السنن عن ابن مثنى عن شجاع بن الوليد، ثنا أبو سعد عن أبي سلمة عنه

وقال: لا يعلمه يروى عن ثوبان إلا من هذا الوجه، وفيما قاله نظر لما ذكره أنه

القاسم في الأوسط من حديث مسور بن دورع العنبري ثنا الأعمش عن سالم أبي

الجعد، عن ثوبان مرفوعًا بلفظ:"فساعة يفرغ من وضوءه يقول: أشهد أن لا أنه

إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من

المتطهرين" (٤) الحديث. وهم، ولم يروه عن الأعمش إلا مسور، وحديثًا ذكره


(١) ضعيف جدا. أورده الهيثمي في المجمع (١/٢٣٤) وعزاه إلى الطبراني في"الأوسط"وفي
إسناده القاسم أبو عبد الرحمن وهو متروك.
(٢) ضعيف جدا. أورده الهيثمي في"مجمع الزوائد" (١/٢٣) وعزاه إلى الطبراني في
"الأوسط"وفي إسناده القسم أبو عبد الرحمن وهو متروك.
(٣) صحيح. إتحاف (٢/٣٧٥) وبلفظ:"من توضأ فأحسن الوضوء ثم رفع بصره إلى السماء"
إتحاف (٢/٣٦٧، ٣٦٨) واللآلئ (٢/٣٣) والحاوي (٢/١٩١) والمغني عن حمل الأسفار (١/
١٣٥) وابن السني (٢٩) . وصححه الشيخ الألباني في: الإرواء (١/١٣٥) بشواهده.
(٤) صحيح. تقدم. ورواه الترمذي في: أبواب الطهارة، باب"٤١"، (ح/٥٥) .=

<<  <  ج: ص:  >  >>