يتوضئون في طست في المسجد"وعن الحسن قال:"رأيت عثمان يصب
عليه من إبريق"وعن عبد الرحمن بن أبي الموالي قال: حدّثني حسن بن
علي بن محمد بن علي ورأيته يتوضأ في ثور فذكر وضوؤه، ثم قال: أخبرني
أبي عن أبيه: أنّ عليَا كان يتوضأ، هكذا قال أبو عبيد وعلى هذا أمر الناس
في الرخصة والتوسعة في الوضوء في آنية النحاس وأشباهه من الجواهر يروي
عن ابن عمر من الكراهة،/ثنا حجاج عن شعبة عن عبد الله بن جبر
الأنصاري قال: جاء ابن عمر إلى بني عبد الأشهل فطلب وضوءا فأتيته بثور
من ماء فقال: رده وأتني به في قصعة أو ركوة، وفي كتاب الأشراف: توضأ
أنى بن مالك في طست، ورخص كثير من أهل العلم في ذلك، وبه قال
الثوري وابن المبارك والشافعي، وما علمت أبي رأيت أحدًا من أهل العلم كره
الوضوء في آنية الصفر وكذا الرصاص والنحاس وما أشبهه، وبه نقول،
والأشياء على الإِباحة، وليس يحرم فا هو مباح. موقوف على ابن عمر.
وكان الشافعي وإسحاق وأبو ثور يكرهون الوضوء في آنية الذهب والفضة وبه
نقول، ولو توضأ فيه متوضئ أجزأه وقد أساء، وحكى عن أبي حنيفة أنه كان
يكره فيها الأكل والشرب في آنية الفضة، وكان لا يرى بأسًا بالمفضّض، وكان
لا يرى بالوضوء منه بأسًا، وفي قوله: ما علمت أحدًا كره الوضوء في آنية
الصفر والنحاس وآلات الصفر هو النحاس، وفى قول أبي عبيدة ثنا علي بن
إبراهيم عن ابن عمر نظر لما ذكره في الأشراف عن معاوية أيضا، وأمّا الصّفر:
فهو النحاس بالضم حكاه ثعلب في فصيحه، وروى المطرّز عنه: النّاس كلّهم
يقولون صفر وأبو عبيدة يكسره يعني الصاد وقال ابن درستويه: سُمّى النحاس
صفرا لصفرته، والذي يصنع بالنوشادر ويقال له الشبه؛ لأنه يشبه الذهب. وفي
الجامع هو النحاس الجيد والمخصب المزكن وهي الإِجانة التي يغسل فيها
الثياب. كذا في الصحاح وفى الغريب شبه المزكن، والله أعلم.