ورواه شعيب بن إسحاق عن هشام عن يحيى عن عروة عن عائشة عن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به قال أبي: هذا حديث ضعيف لم يسمعه يحيى من الزهري
وأدخل بينهما رجل ليس بالمشهور، ولا أعلم أحد روى عنه إلا يحيى، وإنما
يرويه الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة، ولو أن
عروة سمع من عائشة لم يدخل بينهما أحد، وهذا يدل على وهن الحديث
وقد ذكر أبو نعيم الحافظ في هذا الحديث علة أخرى: وهي أن الزهري سمعه
من عروة فقال في تاريخ أصبهان، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا عامر بن أحمد
الفرائضي، ثنا إبراهيم بن فهد، ثنا أحمد بن شبيب، ثنا أبي عن يونس عن ابن
شهاب عن عمرو بن شعيب عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من مس فرجه فليتوضأ " قال: سألت أبا عبد الله عن حديث عبد
العزيز عن الدستوائي عن يحيي بن أبي بكر عن أبي سلمة عن عروة عن عائشة
في مس الذكر فقال: ليس بصحيح، إنما كان يحدث به الدستوائي عن
يحيى بن أبي كثير عن رجل عن عائشة، قال الخليل: وقال غير مهنأ يعني
عنه ولو كان عنده يعني عروة صحيحا عن عائشة لم نحتج أن يجادل مروان
إنما الحديث حديث بسرة، ورواه أبو جعفر الطحاوي، ومن هذا ويعمر بن
شريح وقال ابن وضاح (١) : ليس بصحيح وأشار في المعرفة إلى أنه خطأ، وفي
المستدرك لأبي عبد الله وقد صحت الرواية عن عائشة بنت الصديق- رضى
الله عنهما- أنها قالت: " إذا مست المرأة فرجها توضأت " وسيأتي في
الباب الذي بعد هذا ما يناقض ذلك، وحديث عبد الله بن العباس أخرجه
أحمد بن عدي في كامله من جهة الضحاك بن حيوة قال: وليس بشيء كل
رواياته مناكير أما شاذا عن الهيثم الراسبي عن عبد الله بن يزيد عن يحيى بن
يعمر عنه مرفوعا: " من مس ذكره فليتوضأ " ولما ذكره البيهقي في
الخلافيات ضعفه بالضحاك هذا وأجدر أن يضعف / به الأحاديث؛ ولأنه ممن
قال فيه ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به، وقال الدارقطني: يضع الحديث والله
أعلم، وحديث عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضى الله عنهما- ذكره ابن
(١) قوله: " وضاح " غير واضحة " بالأصل " وكذا أثبتناه.