للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالظن، والظن أكذب الحديث، بل هما حديثان اثنان كما ورد حديث ابن

للمنكدر وحده، ولفظ ابن أبي داود في كتاب الطهارة: " أن امرأة اشترت

حائطا، فسألت النبي- عليه السلام- أن يأتيه ويدعو فيه بالبركة … "

الحديث، وفي لفظ " كنّا زمان النبي- عليه السلام- وما نجد من الطعام إلا

قليلا، فإذا نحن وجدنا لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا ثم

نصلي ولا نتوضأ "، وفي سنن الكجي: " جئنا امرأة في الإسراف، وهي

حبرة خارجة بن زيد بن ثابت "، وفيه عنه " أن النبي أخذ بكفه جرعا

فمضمض من غير الطعام ". انتهى. وفي الحديث علّة خفيت على من صحح.

ذكرها البخاري في التاريخ الأوسط فقال: ثنا علي، قلت لسفيان: إن أبا

علقمة الفروي قال عن ابن المنكدر عن جابر: " أكل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يتوضأ "

فقال: احسبني سمعت ابن المنكدر قال: أخبرني من سمع جابرا أكل النبي

وقال بعضهم عن ابن المنكدر: سمعت جابر، ولا يصح فهذا حكم فيه

بعّدم اتصالها وإن كان قد صرح في التاريخ الكبير بسماعه من جابر، ولا

منافاة بين القولين لاحتمال أن يكون ظهر له أنه لم يسمع هذا منه بخصوصه،

وإن كان قد سمع منه غيره كما قاله، لما سأله الترمذي عن حديث ابن

عباس: " الشاهد واليمين ". قال: لم يسمع عمرو هذا الحديث عندي من

ابن عباس مع تصريحه بسماعه من ابن عباس غير ما حديث، وما ذكره

الشافعي إثر رواية له في سنن حرملة عن عبد الحميد بن عبد العزيز عن ابن

جريج مختصرا، قال: لم يسمع ابن المنكدر هذا الحديث من جابر، إنّما سمعه

من عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر، قال البيهقي: وهذا الذي قاله

الشافعي محتمل؛ وذلك لأنّ صاحبا الصحيح لم يخرجا هذا الحديث من جهة

ابن المنكدر عن جابر في الصحيح مع كون إسناده من شرطهما، ولأنّ ابن

عقيل قد رواه أيضا عن جابر، ورواه عنه جماعة، إلا أنّه قد روى عن

حجاج بن محمد وعبد الرزاق ومحمد بن مكثر عن ابن جريج عن ابن

للمنكدر، وقال: سمعت جابرا، فذكروا هذا الحديث فإن لم/يكن ذكر

السماع فيه وهما من ابن جريج فالحديث صحيح على شرط صاحبي

الصحيح- والله أعلم-. انتهى كلامه. وفيه عدم رجوع لما قاله الشافعي

<<  <  ج: ص:  >  >>