للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توضأ من لحوم الإبل، وصححه أيضا أبو حاتم الرازي فيما حكاه عنه ابنه،

ورواه أبو داود عن عثمان ثنا أبو معاوية عن الأعمش بزيادة: وسئل عن لحوم

الغنم فقال: لا وضوء منها، وسئل عن الصلاة في مبارك الإبل، فقال: " لا

تصلوا في مبارك الإبل، فإنها من الشياطين "، وسئل عن الصلاة في مرابض

الغنم فقال: " صلوا فيها فإنها بركة "، ولما رواه الترمذي (١) مختصرا عن

هناد، ثنا أبو معاوية قال: وفي الباب عن جابر بن سمرة واشب بن قصير، وقد

رواه حجاج بن أرطأة عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى

عن البراء وروى عبيدة الضبي عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد

الرحمن عن ذي الغرة، ورواه حماد بن سلمة عن الحجاج فأخطأ فيه فقال:

عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن أسير، والصحيح: الأول، وقال في

كتاب العلل: وذو الغرة لا يدري من هو. انتهى كلامه. وفيه نظر:

الأول: قوله: وذو الغرة لا يدري من هو، وإن كان البيهقي قد وافقه على

ذلك فالمؤاخذة له أيضا؛ لأن أبا عيسى نفسه قد ذكره في كتاب الصحابة

تأليفه- الذي في أوله تسمية أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وذكره في الصحابة أيضا

عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي في معجمه، وسماه يعيش، ونسبه

جهنيا، وأبو الحسن بن نافع وابن أبي حاتم، وقال: له صحبة، وذكر عن أبيه

أن الحديث المشار إليه خطأ، والصحيح: عن ابن أبي ليلى عن البراء عن النبي،

وعبيدة ضعيف. ثنا عباس الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: ذو الغرة من

أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو القاسم بن مطير في المعجم الكبير في حرف الياء،


(١) صحيح. رواه الترمذي (ح/٣٤٨، ٣٤٩) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن
ماجة (ح/٧٦٨، ٧٦٩) وأحمد (٤/٨٦) والبيهقي (٢/٤٤٩) وابن أبي شيبة (١/٣٨٤)
والمجمع (٢/٢٦) والتمهيد (٥/٣٠٣) والمعاني (١/٣٨٤) . وصححه الشيخ الألباني:
(الإرواء: ١/١٩٤)
قوله: " مرابض للغنم " جمع " مربض" بفتح الميم، وسكون الراء، وكسر الباء الموحدة، وآخره
ضاد معجمة: وهو مأوى الغنم ومكان ربوضها.
قلت: والنهي عن الصلاة في مرابض الإِبل للتحريم، فلا تصح الصلاة المحرمة، وهو مذهب
أحمد والظاهرية وغيرهم، وهو نهي تعبدي. والأمر بالصلاة في مرابض الغنم أمر للإِباحة، لا
نعلم في ذلك خلافا.

<<  <  ج: ص:  >  >>