للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو بن دينار أن عمر بن الخطاب ورد حوض مجنة فقيل له: إنما ولغ الكلب

منه فقال عمر: إنما ولغ بلسان فشرب وتوضأ ". وزعم أبو جعفر الطحاوي أن

الواقدي قال: إن بئر بضاعة كانت طريقا للماء إلى البساتين فكان الماء لا

يستقر فيها، وردّ ذلك أبو بكر في المعرفة بما لا يصلح أن يكون ردّا، وهو

الطعن على الواقدي بالضعف وهو لم يذكره رواية إنما ذكره عن مشاهدة، وإن

كان ذلك ملخصه المعارضة بالتوثيق، قال محمد بن إسحاق الصغاني وذكر

من فضله وحسن أحاديثه، أما أنا فلا أجسم أن أروى عنه، والله لولا أنه

عندي ثقة ما حدثت عنه حديث عنه أوثقة/أئمة أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو

عبيد وأبو خيثمة ورجل آخر، وقيل للدراوردي. ما تقول فيه؟ فقال: سله

عني، وفى لفظ " ذاك أمير المؤمنين في الحديث "، وكذلك قاله أبو عامر

العقدي لما سئل عنه، ولما سئل عنه معن (١) بن عيسى قال: نحن نسأل عنه؟!

إنما يُسأل هو عنّا، وقال الزبيري والمسيرى وأبو يحيى الزهري: محمد بن عمر

ثقة مأمون، وقال ابن نمير: حديثه عنّا مستوى، وقال يزيد بن هارون: هو

ثقة، وقال عباس بن عبد العظيم: هو أحبّ إلي من عبد الرزاق، وقال أبو

عبيد بن سلام: هو ثقة، وقال أبو داود: كان أحمد ينظر في كتبه كثيرا،

ولم ننكر عليه أحد سوى جمعه الأسانيد ومجيئه بالمتن واحدا، قال أبو إسحاق

المزي: وذكر له هذا القول هذا ليس بعيب، وقال محمد بن إسحاق في كتاب

الفهرست: كان حسن المذهب- رحمه الله تعالى-، وأمّا ما ذكره بعض

المتأخرين من أنّه مجمع على ضعفه؛ ففي بعض ما تقدّم ردّ عليه- والله

أعلم- ثم ننزل معه بأن يلقي قوله، وينظر هل قال ذلك غيره ممن تقدّمه فإذا

عائشة- رضى الله عنها- وهى من أفقه الصحابة، قالت: كان بئر بضاعة

قناة وكان لها منفذ إلى بساتينهم. ذكر ذلك صاحب الأسرار من غير رواية

الراوي، والعقل يشهد له لأنها متى لم تكن قناة تغيرت بالحيض لا محالة،

قال: وروى عن محمد بن الفضل البلخي أنه قال: " مسحت بئر بضاعة


(١) قوله: " معن " وردت " بالأصل ": " مضى "، وهو تصحيف، وكذا أثبتناه من
" الثانية ".

<<  <  ج: ص:  >  >>