للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدقيقي عن أبي عمران عن أنس قال:"وقت لنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قص

الشارب … "الحديث، وقال: هذا حديث صحيح على رسم البخاري.

انتهى. وفيِما قاله نظر، وذلك أن صدقة بن موسى أبو المغيرة، ويقال: أبو

محمد السلمي الدقيقي البصري ليس من شرط البخاري في شيء وأتى ذلك

مع قول ابن معين: ليس بشيء وفي موضع آخر: ضعيف، وبنحوه قاله

النسائي، وقال ابن عدي: بعض أحاديثه مما يتابع عليه وبعضها مما لا يتابع

عليه وهو ضعيف، وقال ابن حبان: كان شيخا صالحَا إلَّا أنّ الحديث لم يكن

صناعته؛ فكان إذا روى قلب الأخبار فخرج عن حد الاحتجاج به، ولما خرّج

الترمذي حديثه هذا، خرج بعده حديث جعفر، وقال: هذا، أصح من الأول،

وهو في ذلك كما قيل حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا خراش، وبعض الشواهد

من بعض؛ لأن جعفر بن سلمان تكلّم فمِه غير واحد وإن كان مسلم قد خرج

حديثه منفردا به، منهم سليمان بن حرب وابن المديني وابن سعد وابن عدي

ويحيى بن سعيد وغيرهم، والله أعلم، ولما ذكره البزار من جهة جعفر قال:

لا نعلم أحدا مشهورا رواه عن أنس إلا الجوني، وصدقة ليس عندهم بالحافظ،

ولا نعلم رواه عن النبي- عليه السلام- إلَّا أنس بن مالك. الأصل في

الفطرة: الفطر، وهو المصدر مفتوح الفاء وهو الابتداء والاختراع، يقال: فطره

الله تعالى: أي ابدأه واخترعه، وكذلك افتطر فيما ذكره الزمخشري في

أساس البلاغة. قال ابن عباس: كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض،

حتى أتاني/إعرابيان مختصمان، فقال أحدهما: أنا فطرتها أي ابتدأتها، وهي

لفظة يقال بالإِشراك على الفطرة والجبلة التي خلق الله تعالى الخلقَ عليها، وفي

الحديث:"كل مولود يولد على الفطرة" (١) قيل: على نوع من الجبلة


(١) صحيح. رواه البخاري (٢/١٢٥) وا بو داود (ح/٤٧١٤، ٤٧١٦) والترمذي (ح/
٢١٣٨) وا حمد في "المسند" (٢/٢٣٣، ٢٧٥، ٢٨٢، ٣٩٣، ٤١٠، ٤٨١، ٣/٣٥٣)
والحميدي (١١١٣) وتجريد (٢٥٨) وحنيفة (٦) وإتحاف (٢/٢١٨، ٧/٢٣٣، ٢٣٤، ٨/
٥٦٧) وابن كثير في"تفسيره (٢/٣٦٨، ٣/٣٨٦، ٥/٥٣، ٦/٣٢١، ٨/٣١١، ٤٠٠،
٤٣٤، ٤٤٩، ٥٠٠) والقرطبي في"تفسيره" (٥/٣٩٥، ١٤/٢٦، ١٨/١٣٣) وأبو نعيم في
"الحلية" (٩/٢٢٨) وأخبار أصفهان (٢/٢٢٦) والموطأ (٢٤١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>