للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: على صحة ما يقوله من تفرد بهمام يوهم ضعفا فيه، وليس

كذلك؛ لاحتجاج الشيخين به في صحيحيهما، ولقول يزيد بن هارون: كان

همام قويا في الحديث، وقول أحمد: همام ثبت في كلّ المشايخ، وقول ابن

معين وأبي حاتم وأبي سعد فيه: ثقة؛ فظهر مجموع ما تقدّم ترجيح قول من

صحّحه على من ضعفه وأن ضعفه، يشبه أنَّ يكون ذلك عنده لتفرّد همام،

وقد بينا ذلك في قول الترمذي: حسن يوضح كذا لا تفرد والله أعلم، أو

يكون ظنا منهما أن الحديثين اللذين أشار إليهما أبو داود أساسهما على همام،

وليس بثقة؛ لأن ذلك إنما يتأتى من سوء الحفظ وليس همام، كذلك لما بين

الحديثين من التباين، وفي مسند أنس بن مالك لأبي علي إسماعيل بن قراط

العذري: قالوا لابن جريج فقال: قال طارئ: إنما لبسَه يوما واحدا، والخاتم

فيه لغات: فتح التاء، وكسرها بالألف بعدها، ومن آخر الحروف قبلها عوضَا

عن الألف مع فتح الخاء، وختام وختم، وعلى هذا قول الأعشى وصهباء طاف

يهوديها وأبرزها وعليها ختم، قال الليلي: فأمّا الذي يختم به فبالكسر لا غير،

وجمعه خياتيم على إبدال الياء من الواو، والحديث أصل في استحباب رفع

ما فيه اسم الله تعالى عند الخلاء؛ لأن:"خاتمه عليه السلام كان نقشه؛

محمد رسول اللَّه " (١) وعلى ذلك ففيها الإِمصار، واختلفوا في الاستصحاب؛

فأباحه مالك وأحمد بشرط الستر إن كان خاتما فبإدارته قصد إلى الكف، وإن

كان درهما فبصيرة هذا الحديث/العذري هو نافع عن ابن عمر:"كان عليه

السلام يتختم في خنصره الأيمن فإذا دخل الخلاء جعل الكتاب مما يلي كفه،

وإن كان في اليسرى جعله في اليمنى" (٢) وفد جاء ذلك مصرحا أيضا في


(١) صحيح. رواه ابن سعد في "الطبقات": (١/٢/١٦٤، ١٦٥) ولفظه: "كأن نقش
خاتم رسول الله: محمد رسول الله". ورواه الترمذي في: ٢٥- كتاب اللباس، باب"١٧"،
(ح/١٧٤٧) . وقال:"حديث حسن صحيح غريب".
(٢) صحيح. وبنحوه. رواه أبو داود (ح/٤٢٢٦) والترمذي (ح/١٧٤٤) وابن ماجة (ح/
٣٦٤٧) والنسائي في (الزينة، باب"٤٥") وأحمد في"المسند" (١/٢٠٤، ٢٠٥)
والطبراني في"الكبير" (٨/٢٩١) والمجمع (٥/١٥٣) وإتحاف (٧/١٢٩) وابن أبي شيبة في
"مصنفه" (٨/٢٨٦) والمشكاة (٤٣٩١، ٤٣٩٢) والشمائل (٤٨) والفتح (١٠/٣٢٦) وابن
سعد (١/٢/١٦٦) وشرح السنة (١٢/٦٧، ٦٨) والكنز (١٧٤٠٠، ١٧٤٠٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>