للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حبيب عن معمر بن أبي حبيبة عن عبيد بن رفاعة عن أبيه قال: إني لجالس عند

عمر بن الخطاب إذ جاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، هذا زيد بن ثابت يفتى النّاس

في الغسل من الجنابة برأيه. فقال عمر: أعجل به، فجاء زيد فقال عمر: قد بلغ من

أمرك أن تفتى الناس فقال له زيد: ما أفتيت برأيي، ولكن سمعت من أعمامي شيئا

فقلت به. فقال من أي أعمامك؟ فقال: من أبي وأبي أيوب ورفاعة بن رافع.

فالتفت عمر فقال: ما تقول في هذا؟ قال: فقلت: إنّا لكنّا نفعله على

عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم لا نغتسل. قال أسألتم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك؟ قلت: لا.

قال علي بالناس فاتفق الناس أن الماء لا يكون إلا من الماء، إلا ما كان من

علي ومعاذ بن جبل فقال علي: لا أحدا أعلم بهذا من أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فأرسل إلى حفصة فقالت: لا علم لي. فأرسل إلى عائشة فقالت: إذا جاوز

الختان الختان فقد وجب الغسل جد فخطب عمر وقال: لئن أخبرت بأحد

يفعله ثم لا/يغتسل فحكمه عقوبة " (١) ورواه أيضا من حديث ابن لهيعة عن

يزيد عن أبي وجيه سمعت عبيد بن رفاعة يقول: ثنا في مجلس عمر بغير

ذكر أبيه، ورواه أيضا عن روح بن الفرح عن يحيى بن بكير، عن الليث

حدثنى معمر عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، والله تعالى أعلم. وذكر هذه

القصة من حديث عبد الأعلى أيضاً الإمام أبو بكر محمد بن هارون في

مسنده عن يحيى بن إسحاق، ثنا ليث بن سعد عن يزيد عن معمر وفيه فقال

عمر: " إنّ الأمر لا يصلح. وقال معاذ: يا أمير المؤمنين: إن هذا الأمر لا

يصلح " وذكر أحمد بن منيع في الروايات في مسنده باختلاف قريب وفيه:

فجاء زيد فكلما رآه عمر قال ابن عدي نفسه قد بلغت أن تفتى الناس برأيك،


(١) صحيح. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (١/٢٦٦) وعزاه إلى أحمد في " مسنده "
والطبراني في " الكبير " ورجال أحمد ثقات إلا ابن إسحاق مدلس وهو ثقة، وفي الصحيح
طرف منه، زاد الطبراني في " الكبير " " ثم أفاضوا في العزل فقالوا: لا بأس فسار رجل
صاحبه فقال: ما هذه المناجاة فقال أحدهما يزعم أنها الموؤدة للصغرى فقال علي: إنها لا
تكون موؤدة حتى تمر بسبع تارات قال الله عز وجل: (ولقد خلفنا الإنسان من سلالة من طين
ثم جعلناه نطفة في قرار مكين) إلى قوله: (فتبارك الله أحمسن الخالقين) قال: فترقوا على قول
علي بن أبي طالب انه لا باس به.

<<  <  ج: ص:  >  >>