للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخص نفسه بالدعاء، ورواه ثور عن يزيد عن أبي هريرة عن النبي- عليه

السلام، ورواه معاوية بن صالح عن السفر عن يزيد عن أبي أمامة. وحديث

أنس بن مالك/أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا يصل أحدكم وهو يدافع

الأخبثين " (١) . ذكر أبو عمر في التمهيد: أنه روى عن مالك عن الزهري عنه

مناكير، وهو حديث لا أصل له من حديث مالك وهو باطل موضوع الإسناد.

وحديث علي بن أبي طالب أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من وجد في بطنه زرا

فلينصرف حتى يفرغ من حاجته ثم يعود إلى صلاته ". ذكره الإمام أحمد في

مسنده (٢) وقال ابن أبو حاتم: أما أرضى أن يكون هذا من كلام علي موقوف،

وقال أبو القاسم في الأوسط لا يروى عن على ولا هذا الإسناد تفرّد به ابن

لهيعة. وحديث سلمان قال: " من وجد في بطنه زرا من بول أو غائط

فلينصرف غير متكلم ولا واغ ". ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، قال: وقال: هو

إسناد مقلوب، قال أبو عمر: اختلف العلماء فيمن صلى وهو حاقن فقال ابن

القاسم- عن مالك-: إذا شغله ذلك فصلى كذلك فإنى أحبّه أن يعيد في

الوقت وبعده، وقال الشافعي وأبو حنيفة وعبيد الله بن الحسن: يكره أن يصلى

وهو حاقن، وصلاته مع ذلك جائزة إن لم يترك شيئا من فراغها، وقال الثوري:

إذا خاف ألا يسبقه البول قدم رجلا وانصرف، وقال الطحاوي: لا يختلفون

انه لو شغل عليه بشيء من أمر الدنيا لم يستحب له الإعادة، وكذلك إذا

شغله البول، قال أبو عمر: أحسن شيء روى مسندا في هذا حديث ابن أرقم،

وحديث عائشة يعنى: " لا يصلى أحدكم بحضرة طعام " (٣) وسيأتي في موضعه

إن شاء الله تعالى، قال: وحديث أبي حيي المؤذن- إن صحّ- كان معناه حاقنا


(١) رواه البيهقي (٣/٧٢) والكنز (٢٠٠٧٢) . ورواه أبو داود (ح/٨٩) وحسنه. بلفظ " لا
يصلى بحضرة الطعام ولا وهو يُدافعه الأخبثان ".
(٢) العلل: (١٨٥، ٥٩٠) . وراجع الحاشية قبل السابقة.
(٣) صحيح. رواه مسلم في (المساجد، ح/٦٧) والبيهقي (٣/٧٣) والفتح (٢/٢٤٢) والمشكاة (١٠٥٧)
وتلخيص (٢/٣٢١) ونصب الراية (٢/١٠١) وإتحاف (٣/٨٩، ٣٩، ٩٨، ١٨١) والفتح (٢/١٦٠، ٩/
٢٤٧) والمغني عن حمل الأسفار (١/١٥٦) ، ١٧٥) والمسير (٩/١٦٧، ١٩٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>