للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنبي عليه السلام يغتسلان في الإناء الواحد من الجنابة وكان يقبلها وهو

صائم ". حدثنا الخليل بن عمرو ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن

يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج عن معاوية بن

أبي سفيان عن أم حبيبة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: سألتها كيف كنت تصنعين مع

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحيض قالت: " كانت إحدانا في فورها أوّل ما تحيض

تشدّ عليها إزارا إلى أنصاف فخذيها، ثم تضطجع مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (١) .

هذا حديث إسناده صحيح، وفيه طريقة ثلاثة من الصحابة يروى بعضهم عن

بعض، الخليل كتب عنه جماعة منهم: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن هارون

الفلاس، وعلي بن إسحاق زاطيا وهاشم بن زكريا، ومحمد بن سلمة حديثه

في صحيح مسلم، وسويد بن قيس تقدّم ذِكْرنا له، وإن البستي: وثقة وفي

الباب غير ما حديث، من ذلك: حديث ميمونة: " كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا/أراد أن

يباشر المرأة من نسائه أمرها فأتزرت وهي حائض " (٢) . وقع لنا عاليا أنبأ به

الإمام تاج الدين بن دقيق العيد أنبأ ابن الحميري، أمّا السلمي أنبأ الثقفي ثنا

ابن مأثومة ثنا محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن سمعان نا أسباط بن

محمد عن الشيباني عن عبد الله بن شدّاد عنها، وهو مخرج في الصحيح،

وفي كتاب النسائي (٣) من حديث ندبة عن مولاتها ميمونة وهي مرسية

بالجهالة: " إذا كان عليها إزار إلى أنصاف الفخذين والركبتين يحتجز به "، ولما

ذكر الحافظ ضياء الدين حديث ميمونة هذا في أحكامه أشار إلى أنّه عند

أحمد وأبي (٤) داود والنسائي، وكذلك المنذري وغفلا عمّا أسلفناها وحديث


(١) رواه ابن ماجة في: ١. كتاب الطهارة، ١٢١. باب: ما للرجل من امرأته إذا كانت حائضا،
(ح/٦٣٨) . قال السنديْ: الحديث صحيح معنى، وإن بحث في الزوائد هذا الإسناد بأن فيه
محمد بن إسحاق، وهو يدلس، وقد رواه بالعنعنة.
(٢) صحيح. رواه البخاري (١/٨٣) ، وأبو داود (٢١٦٧) ، وأحمد (٦/٣٣٦) ، والبيهقي (١/
٣١١، ٧/١٩١) ، والطبري ٠٢/٢٢٧) ، وابن كثير (١/٣٧٩) ، والمنثور (١/٢٥٩) ، والتمهيد
(٣/١٦٩، ٥/٢٦٢) ، والكنز (١٨٣٤٠) .
(٣) رواه النسائي في: ١. كتاب الطهارة، ١٨٠. باب مباشرة الحائض (١/١٥١. ١٥٢) .
(٤) رواه أبو داود في ١. كتاب الطهارة، باب قوله: " ندبة " بفتح نون ودال جميعا آخره=

<<  <  ج: ص:  >  >>