للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أميال " (١) وبما في صحيح مسلم (٢) عن عمارة بن رقبة سمعت النبي عليه

الصلاة والسلام: لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع وقبل غروب يعني: الفجر والعصر"، بما سلف من حديث ابن عمرو وغيره وكلها صحاح، وما روى

مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا العصر إلى

اشتباك النجوم " (٣) قال ابن حزم: لم يسند إلا من طريق الصوت بن بهرام

يعني: القاملي قال فيه ابن معين وابن حبان: ثقة، وقال ابن عينية والبخاري

وأبو حاتم: صدوق، وقال البزار: مشهور، وقال الدارقطني: لا بأس به، وصحح

الحاكم حديثه في مستدركه، وقد ذكره وهو صحيحا عن الحسن وابن سيرين

وأبي قلابة أنهم كانوا يمسون بالعصر، ومن حديث ابن شبرمة قال محمد بن

الحنفية. إنّما سميت بالعصر لتعصر، ومن حديث مصعب بن محمد عن رجل

قال: أخر طاوس العصر جدًا، فقيل له في ذلك فقال: إنّما سميت العصر،

ومن حدثنا وكيع ثنا إسرائيل وعلي بن صالح عن أبي إسحاق عن عبد

الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله يؤخر العصر، قال ابن المنذر: وروى ذلك

عن أبي هريرة وابن شبرمة، وذكر أبو جعفر الطحاوي أنّ الصحابة أجمعت

على ذلك، واستدلّ أبو زيد الدبوسي في كتاب الأسرار لأبي حنيفة بقوله صلى الله عليه وسلم

: " مثلكم ومثل الأم من قبلكم كمثل رجل استأجر أجرا وفيه ثم قال:

[١/٤٦٤] من يعمل إلي من العصر إلى/المغرب بقيراطين فعملتم أنتم فلستم أقلّ عملا وأكثر أجرًا " (٤) فضرب قصر المدّة لقلّة العمل مثلًا قال: فجاء من هذا لأن

مدّة العصر أقصر، وإّنما تكون أقصر إذا كان الجواب كما قاله أبو حنيفة رحمه

الله تعالى، وبما رواه أبو داود (٥) عن محمد بن عبد الرحمن العنبري عن


(١) صحيح. رواه عبد الرزاق: (٢٠٧٣) .
(٢) صحيح. رواه مسلم في: المساجد، (ح/٢١٤) .
(٣) إسناده حسن. رواه أبو داود (٤١٨) وا بن ماجه (ح/٦٨٩) وأحمد (٤/١٤٧) والحاكم (١/١٩٠)
والبيهقي (١/٣٧٠، ٤٤٨) الطبراني (٤/٢١٨) والمشكاة (٦٠٩، ٦١٠) والمنثور (١/٣٠٠) .
قوله: ٥" حين تشتبك النجوم " اشتباك النجوم: هو أن يظهر الكثير منها فيختلط بعضها ببعض من الكثرة.
(٤) بنحوه. رواه أحمد (٢/٦) وابن كثير في " التفسير "، (٨/٥٨) .
(٥) حسن. رواه أبو داود (ح/٤٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>