للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حذيفة ومضى معاوية بن حديج حتى بلغ برقة ثم رجع إلى الإسكندرية ثم إن ابن أبي حذيفة أمر بجيش آخر عليهم قيس بن حرمل اللخمي وفيهم ابن الجثما البلوي فاقتتلوا بخربتا أول يوم من شهر رمضان سنة ست وثلاثين فقتل قيس بن حرمل وابن جثما واصحابهما وسار معاوية ابن أبي سفيان إلى مصر فنزل سلمنت من كورة عين شمس في شوال سنة ست وثلاثين فخرج إليه ابن أبي حذيفة وأهل مصر ليمنعوا معاوية وأصحابه أن يدخلوها فبعث إليه معاوية: إنا لا نريد قتال أحد إنما (١) جئنا نسأل القود بدم عثمان ادفعوا الينا قاتليه عبد الرحمن ابن عديس وكنانة بن بشر وهما رأسا القوم. فامتنع ابن أبي حذيفة وقال: لو طلبت منا [٨] جديا رطب السرة بعثمان (٢) ما دفعناه إليك. فقال معاوية بن أبي سفيان لابن أبي حذيفة: اجعل بيننا وبينكم رهنا فلا يكون بيننا وبينكم حرب.

فقال ابن أبي حذيفة: فإني أرضى بذلك. فاستخلف ابن أبي حذيفة على مصر الحكم بن الصلت بن مخزمة بن المطلب بن عبد مناف وخرج في الرهن هو وابن عديس وكنانة بن بشر وأبو شمس (٣) بن أبرهة الصباح وغيرهم من قتلة عثمان فلما بلغوا لد سجنهم معاوية بها وسار إلى دمشق فهربوا من السجن إلا أبو شمس بن أبرهة فقال: لا أدخله أسيرا وأخرج منه آبقا (٤). وتبعهم صاحب فلسطين فقتلهم فأتبع عبد الرحمن بن عديس رجل من الفرس فقال له عبد الرحمن: اتق الله في دمي فإني بايعت النبيّ


(١) في الاصل: انا
(٢) في الخطط: ارطب السرة بعثمان (ج ٢ ص ٣٣٦) وفي الاصل: رطبا بسره لعثمن
(٣) في الخطط: ابو شمر وهو الاقرب للظن
(٤) كذا في الخطط: وفي الاصل: ايضا. اعتبرنا الثاني تصحيف الاول

<<  <   >  >>