للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مصر فتحاربوا يوما أو يومين ثم رجعوا إلى خندقهم فصفوا عليه فكانت تلك الأيام تسمى أيام الخندق والتراويح لأن أهل مصر كانوا يقاتلون نوبا (١) يخرج هؤلاء ثم يرجعون ثم يخرج غيرهم واستحر (٢) القتل في المعافر فقتل جمع منهم وقتل كثير من أهل القبائل من أهل مصر وقتل من أهل الشام أيضا جمع كثير. قال عبد الرحمن بن الحكم:

ألا هل أتاها على نأيها … نباء التراويح والخندق

[١٩] بلغنا بفيلق يغشى الظراب … بعيد السمو لمن يرتقي

وجاشت لنا الأرض من نحوهم … بحيّي تجيب ومن غافق

وأحياء مذحج والأشعرين (٣) … وحمير كاللهب المحرق

وسدت معافر أفق البلاد … بمرعد جيش لها مبرق

ونادى الكفاة (٤) … ألا فابرزوا

فحتام حتى ولا نلتقي

فلو كنت رملة شاهدته … تمنيت أنك لم تخلقي

ثم إن كريب بن أبرهة وعابس بن سعيد وزياد بن حناطة وعبد الرحمن بن موهب المعافري قاموا في الصلح بين أهل مصر وبين مروان على أن لا يكشف ابن جحدم على أمر جرى على يديه ويدفع إليه مالا (٥)


(١) في الاصل: نوا
(٢) في الاصل: استجرّ كما في الخطط (ج ٢ ص ٣٣٨) وليس بصواب
(٣) الذي في الاصل الاشعريين وهو خطأ يعرف من الوزن ومن قول القاموس انهم يقولون جاءتك الاشعرون بحذف ياء النسب
(٤) لعل صوابه: الكماة
(٥) في الاصل: مال

<<  <   >  >>