ان لا يولّيه الا مسلما يختاره ذكر ذلك ابن زولاق وذكر ابو عمر الكنديّ ان كتاب المتوكّل بذلك ورد على يزيد امير مصر فاقام ابا الردّاد المعلّم واجرى عليه ابن وهب صاحب الخراج كل شهر ستّة دنانير وكانت وفاة ابي الردّاد المذكور في سنة ٢٨٠
ودخل ابو ابراهيم المزنيّ على (٢٨) بكّار في شهادة ولم يكن رآه قبلها لاشتغال المزنيّ بنفسه وانّما اضطرّ الى اداء الشهادة فلمّا ادّاها قال له: تسمّ. فقال: إسماعيل ابن يحيى المزنيّ. قال: صاحب الشافعيّ. قال: نعم. فاستدعى من شهد عنده انه هو فقبل شهادته
قال الطحاويّ: ما ادري كم كان يجيء احمد بن طولون الى بكّار وهو على الحديث فما يشعر به بكّار الاّ وهو جالس الى جنبه فيقول: ما هذا ايّها الامير هلاّ تركتني حتى اقضي حقّك احسن الله مجازاتك
وقال ابو حاتم بن اخي بكّار: قدم على بكّار رجل من اهل البصرة ذكره انه كان رفيقه في المكتب فاكرمه جدّا ثم احتاج الى شهادة فشهد مع رجل مصريّ عند بكّار فتوقّف عن الحكم فظنّ اهل مصر انه لاجل المصريّ فسئل في خلوته عن ذلك فقال: المصريّ على عدالته ولكن السبب البصريّ. وذكر منه امرا اتاه منه في الصغر قال: لا تطيب نفسي اذا ذكرت ذلك ان اقبل شهادته. وذكر انه اكل معه أرزا في سمن فنفد السمن الذي من ناحية بكّار ففتح من جهة صاحبه حتى جرى السمن فقال له: أخرقتها لتغرق أهلها. فقال له بكّار: أتهزأ بالقرآن في مثل هذا فبقيت في نفسه عليه
ومات رجل من المتقبّلين وعليه مال للامير وله اطفال فطلب عامل الخراج من احمد ان يأمر القاضي ببيع داره فيما عليه فارسل ابن طولون الى بكّار في ذلك فقال: حتى يثبت عليه الدين. فاثبتوه وسألوه البيع فقال: حتى يحلف من له الدين فحلف ابن طولون فقال بكّار: امّا الآن فقد امرت بالبيع
ومات آخر وعليه مال وله دار حبس فقال عامل الخراج لاحمد: ان بكّارا يرى بيع الحبس. فسأله ففعل كما فعل في المرّة الاولى فلما ثبت الدين وثبت وضع يده عليه وانه حبس قال ابن طولون لبكّار: مر ببيعه على مذهبك. فسكت