للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واذكر له موضعها وحدودها. ففعل فقال: أخرجوه. فقال له التل: صدق عد اليه وسمّ له اسم صاحبها وانه غائب. فقال: أخرجوه. فقال له التل: صدق عد اليه واذكر له الموضع الذي هو غائب فيه. فقال: اخرجوه. فقال التل: صدق عد اليه واذكر له انه لا ملك لك عليها ولا على شيء منها بسبب من الاسباب. فقال:

اخرجوه. فقال التل: صدق عد اليه وقل له: انا عاجز عن حفظها. فمضى ثم عاد فقال:

عرّفته ذلك فقال: اكتبوا عليه بما ذكر كتابا وأعطوه نسخة واقبضوا الدار وأقيموا لها امينا حتى يحضر صاحبها. فقال له التل: ابتليت بقاض فقيه. قلت والتل هذا يسمّى محمد بن العبّاس بصريّ سكن مصر ومات في ذي الحجة سنة ٢٧٢

وقال بكّار يوما في مجلسه: ما حللت سراويل على حلال قطّ. فقال له رجل:

ولا حرام. فقال: والحرام يذكر

وقال ابو مسعود الاسد: كنت اتردّد انا واخي الى بكّار بسبب احباس. فجئت يوما فصعدت الى الدرجة فسمعته يخاطب وكيلا له ويقول له: بعثتك لتزوّج امرأة فتزوجتها انت وهو يعتذر وبكّار يوبّخه فلما قضى كلامه نزل فعرفته واذا هو من شهوده. وكان الحسن بن محمد بن سنان بن اخي يزيد بن سنان من وجوه المصريّين وكان يريد من بكّار ان يقبل شهادته فلم يفعل فصعدت انا الى بكّار فقال: متى جئت. قلت: حين كنت تعاتب فلانا. فقال خذ هذين الدينارين واكتم ما سمعت منّي. فقلت: أفعل. ثم نزلت من عنده [وسرت الى] الحسن بن محمد فقلت له:

اريد عمامة وطيلسانا واحدّثك حديثا. فاخرج اليّ عمامة وثوبا زهريّا فحدّثته فركب من ساعته فلم يرجع حتى طافت على وجوه المصريّين فبلغ ذلك بكّارا فارسل اليّ فقال: أعرّفت احدا ما سمعت. قلت: لا وفي رأس القاضي. قال: فمن اين بلغ الخبر محمد بن الحسن. قلت: قد قيل ان الجنّ تبول في الماء فلا يشرب احد من ذلك الماء الاّ علم بذلك الخبر. فقال بكّار: قد قيل ذلك انصرف في حفظ الله. قال:

وكان محمد بن حسن [لعله الحسن بن محمد في الموضعين] امينا عند القضاة وكانت ودائع بكّار وغيره عنده وعند زوجته فاطمة بنت يزيد بن سنان وعاش (٢٩) محمد ابن الحسن الى سنة ٢٩٩

<<  <   >  >>