عليّ بن الحسن ابن طباطبا وكان نقيب الطالبيّين بمصر: ايّها الامير انه عاداك.
فغضب احمد وامر بتمزيق ثيابه وجرّوه برجله وليس عليه الاّ سراويل وخفّان وقلنسوة مسلوب الثياب [وكان يدخل عليه لا يستطيع التربيع بل يمدّ رجله من تحت ثيابه] فضربه رجل [من تحت] بعود حديد على رجله الممدودة فقال:
أوّه. وضمّها ثم حمل من بين يديه الى السجن واقامه للناس يطالبونه بمظالم يدّعونها عليه وكان يحضر في مجلس المظالم بين يدي احمد قائما وكان الطحاويّ يقول: ما تعرّض له احد فافلح بعد ذلك لقد تعرّض له غلام يقال له عامر بن محمد ابن نجيح وكان في حجره فرآه في مجلس المظالم فقال بكار: يا عامر ما تصنع هاهنا.
فقال: اتلفت عليّ مالي. فقال: ان كنت كاذبا فلا نفعك الله بعقلك. قال: فاخبرني من رآه ذاهل العقل [يسيل؟] لعابه يسبّ الناس ويرميهم بالحجارة والناس يقولون هذه دعوة بكّار. قال: وتقدّم اليه نصرانيّ فقال: ايّها الامير ان هذا الذي يزعم انه كان قاضيا جعل ربع ابي حبسا. فقال بكّار: ثبت عندي ان اباه حبس هذا الربع وهو يملكه فامضيت الحبس فجاءني هذا متظلّما فضربته فخرج الى بغداد فجاءني بكتاب هذا الذي يزعم انه الموفّق: لا تمض احباس النصارى. فعرفت انه جاهل فلم التفت اليه وقد شهد عندي اسحاق بن معمر بان هذا كان اسلم ببغداد على يد الموفّق فان شهد عندي آخر مثل اسحاق ضربت عنقه. فصاح احمد بالنصرانيّ: المطبق. فأخرج فخبس
ومن فضائل بكّار ان رجلا خاصم آخر شافعيا في شفعة جوار فطالبه عند بكّار فانكر فطاوله بكّار حتى عرف انه من اهل العلم فقال بكّار للمدّعي: ألك بيّنة.
قال: لا. قال لخصمه: أتحلف. قال: نعم. فحلّفه فحلف فزاد في آخر اليمين: انه ما يستحقّ عليك هذه الشفعة على قول من يعتقد شفعة الجوار. فامتنع فقال له بكّار:
قم فأعطه شفعته. (قال) فاخبر الرجل المزنيّ بقضيّته فقال له: صادفت قاضيا فقيها
وقال الطحاويّ: لما قبض احمد بن طولون يد بكّار عن الحكم وسجنه امره ان يسلّم القضاء لمحمد (٣٠) ابن شاذان الجوهريّ كالخليفة له ففعل ثم كان بكّار اذا حضر مجلس المظالم للمناظرة يعاد الى السجن اذا انقضى المجلس وكان يغتسل في