الكتاب. فمضيا وسمعا المختصر كله من المزنيّ وسألاه: أسمعت الشافعيّ يقول هذا. قال: نعم. فعادا الى بكّار فاخبراه بذلك فقال: الآن استقام لنا ان نقول:
قال الشافعيّ. ثم صنّف الرد المذكور
ولما غضب احمد بن طولون على بكّار سجنه وكان السبب في ذلك انه لما خرج الى قتال الموفّق بسبب العهد حين ضيّق الموفّق وهو وليّ العهد على اخيه المعتمد وهو الخليفة حينئذ حتى انه لم يبق للمعتمد الاّ الاسم ضاق المعتمد بذلك وكاتب أمراء الاطراف فوافقه احمد بن طولون وواعده انه يحضر اليه ويحمله معه الى مصر ويجعلها دار الخلافة ويذبّ عنه من يخالفه في ذلك فتهيّأ المعتمد واهتمّ احمد بامره فبلغ الموفّق فنصب لاحمد الحرب وصرّح بعزله ولعنه فصرّح احمد بخلع الموفّق من ولاية العهد وامر بلعنه وخرج احمد بالعسكر من مصر واستصحب بكّارا فلما كان بدمشق جاء كتاب المعتمد الى ابن طولون بخلع الموفّق من ولاية العهد ففعل (٢٩ ب) واجاب القضاة كلهم الى خلعه وسمّاه بكّار الناكث واشهد على نفسه هو وسائر قضاة الشأم والثغور فطلب منهم احمد ان يلعنوا الموفّق فامتنع بكّار فألحّ عليه فأصرّ على الامتناع حتى اغضبه وكان قبل ذلك له مكرما معظّما عارفا بحقّه وكان يجيزه في كل سنة بالف دينار فلمّا غضب عليه ارسل اليه: اين جوائزي. فقال: على حالها.
فاحضرها من منزله بخواتيمها ستّة عشر كيسا فقبضها احمد
وكان قبل ذلك ارسله الى ابنه العبّاس لما خالف عليه ببرقة فاجابه العبّاس الى الرجوع الى ابيه ثم خلا ببكّار فقال له: المستشار مؤتمن أتخاف عليّ من ابي. قال: قد امّنك وحلف لك ولا ادري يفي ام لا. وامتنع العبّاس من الرجوع معهم
وكان احمد قد داوم النظر في المظالم حتى استغنى الناس من الشّرطتين عن القاضي حتى كان بكّار ربّما نعس في محلّه واتّكأ ثم انصرف الى منزله ولم يتقدّم اليه اثنان
ولمّا ألحّ ابن طولون على بكّار في لعن الموفّق وامتنع من اجابته خوطب في ذلك الى ان قال بكّار لاحمد بن طولون: ألا لعنة الله على الظالمين. فقال