للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعاد قاصده اليه بذلك فقال: أطلب لي دارا غير هذه. فتحوّل عنها

وقال ابن زولاق: حضر الامير تكين مرّة والقاضي ابو عبيد وصحبتهما محمد ابن عليّ الماذرائيّ في مهمّ عند ابي زنبور فلمّا فرغوا صاح ابو زنبور: بغلة القاضي.

فجيء بها فذهب ليركب فلم تصل رجله الركاب فطلب كرسيّ البوّاب فطلع فوقه فركب وابو زنبور يسوّي عليه ثيابه الى ان توجّه ولم يصنع ابو زنبور ذلك بمحمد بن عليّ الماذرائيّ ولا بامير البلد وكان محمد بن عليّ هو امير البلد في الحقيقة

وقال ابو بكر بن الحدّاد: دخل القاضي ابو عبيد مصر فما اعجبني منظره فبينما نحن عند ابي القاسم بشر بن نصر الفقيه غلام عرق اذ دخل منصور بن إسماعيل الفقيه فقال: كنت عند القاضي. فقلت له: كيف رأيت. قال: يا ابا بكر رأيت رجلا عالما بالقرآن والحديث والفقه والاختلاف ووجوه المناظرة عالما باللغة والعربيّة عاقلا ورعا متمكّنا [متكلّما؟]. قال: فقلت له: هذا يحيى بن اكثم. قال: قلت الذي عندي فيه.

قال ابن الحدّاد: ثم دخلت على ابي عبيد بعد ذلك وخالطته فاذا منصور قد قصّر في صفته

وافرد ابو سعد بن (؟) السمعانيّ في الذيل في ترجمة ابراهيم بن عليّ بسنده الى ابي القاسم سعد بن عليّ الزنجانيّ: حدّثنا محمد بن جعفر البساطيّ: حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن: حدّثنا ابو الميمون محمد بن احمد بن مطرف: حدّثنا ابو بكر ابن الحدّاد قال: كنت في مجلس ابي عبيد القاضي بمصر اذ اقبل خادم حسن الصورة جميل الهيئة طيّب الرائحة مسرعا فوقف على رأسه وطرح في حجره رقعة ثم انشأ يقول:

أنكرت حبّي وايّ شيء … أبين من ذلّة المحبّ

أليس شوقي وفيض دمعي … وضعف جسمي شهود حبّي

فقال ابو عبيد: هؤلاء شهود ثقات. ثم قرأ الرقعة وقال: اللهمّ اجمع بيننا على رضاك. ثم رمى اليّ الرقعة فاذا فيها:

عفا الله عن عبد أعان بدعوة … خليلين كانا دائمين على الودّ

الى ان وشى واشي الهوى بنميمة … الى ذاك من هذا فحال عن العهد

<<  <   >  >>