[اخو قوصرة] ووكّله به فكان يأمر وينهى في عمله وهو موكّل بداره خائف على نفسه لما ظهر من إقدام القاسم على القتل. قال ابن بسطام: فأخوف ما كنت على نفسي وحالي ورد عليّ كتاب عنوانه لابي العبّاس من العبّاس بن الحسن ابن القاسم مات فلم املك نفسي فرحا وسرورا بالسلامة فاذا في الكتاب «اني تقلّدت الوزارة» وامرني بالخروج الى مصر للإشراف على الحسين بن احمد الماذرائيّ. فخرجت الى مصر ولم ازل اتقلّد الأمانة بها الى ان تقلّد عليّ بن [محمّد] بن الفرات فقلّدني مصر واعمالها. فلم يزل به الى ان توفي وسيأتي له ذكر في قصّة منصور الفقيه من هذه الترجمة
ويقال ان إسماعيل القاضي كان في جنازة فمرّ على ابي عبيد وهو في دكّان إسكاف وفي يده دفتر ينظر فيه فلم يقم القاضي فلاموه بعد ذلك فاعتذر بانه كان شرط على الخفّاف ان لا يخرز الخفّ الاّ بليف حذرا ان يخرزه بشعر الخنزير فما وثق بالخفّاف حتى جلس عنده وامر الخفّاف فغسل يديه بحضرته. قال ابن زولاق: وكان ابن الحدّاد يفعل ذلك قال: وقلت له لما رأيت تقشفه وزهادته: لما دخلت في القضاء. فقال: تقرّبوا اليّ باقامة الحق ورأيت من لا يصلح يطلبه فدخلت فيه
قال ابن زولاق: وسكن ابو عبيد اوّل ما دخل مصر دار إسماعيل بن اسحاق تاريخه [ن نربحه](؟) عند مسجد ابن عمروس ثم انتقل عنها الى دار المدائنيّ وكان اذا الأذان سمع خرج الى الصلاة فربّما وجد الإمام صلّى او سبقه شيء من الصلاة وكان يرسل اليه ان ينتظره فلمّا تكرّر له ذلك قال له الامام: الصلاة تنتظر ولا تنتظر.
فبحث القاضي عنه فاثنوا عليه خيرا فقرّبه وادناه وصيّره من شهوده. وكان القاضي يكثر الصلاة في المسجد المجاور له وربّما أمّ هو بنفسه
(٨٢) وقال ابراهيم بن احمد الأندلسيّ: كان لابي عبيد في دار المدائنيّ وجواره كاتب يسمّى له طاهر بن عليّ وكان كثير السخف والمجون والتخليط وكان اذا صلّيت العشاء نصب الملاهي واستمرّ في الشّرب والقصف الى السحر فشغل سرّ القاضي ومنعه من اشتغاله بصلاة او قراءة او مطالعة فراسله وهدّده فاجاب قاصده بقوله: وما علم القاضي بذلك شهد عنده شاهدان بهذا انا اسمع كل ما يسمعه القاضي فاظنّ ان ذلك عنده فكنت احتمل وامّا الآن فانا اشدّ انكارا لهذا منه.