مرسل اليه برجلين فظّين غليظين يقيمانه من مجلسه ويجيئان به فان خرج من الحقّ الذي عليه والاّ اغلقت بابي واستعفيت الى السلطان من عمله والسلام. فبلغ ذلك محمد بن عليّ فاغتاظ وارسل اسحاق بن ابراهيم الرازيّ اليه في فصل القضيّة او الحضور فاجابه بان «لي على باب القاضي وكيلان» فاعاد اليه «ان الوكيل لا يحلف عنك» فقال: اذا وجبت اليمين يرسل اليّ شاهدين فاحلف او اردّ اليمين. فقال: لا سبيل الى ارسال الشاهدين. فقال: قد ارسلت الى غيري بشاهدين. فقال: ما صنعت هذا الا برجل واحد وهو زيادة الله بن الاغلب امرت باحضاره مع خصمه فجاءني ابو منصور تكين فقال: ان هذا في صورة الخوارج واني اخشى ان يغلظ عليه فيمتنع او يختفي او يهرب او تلحقه آفة فنقع في العتب مع السلطان فيقال لنا «ما كانت لكما سياسة» فان تقمصت بقميص زيادة الله وخيف منك ما خيف منه ارسلت اليك بشاهدين. وكان الطحاويّ هو الذي يلقّن محمد بن عليّ الاجوبة فالتمس منه جوابا عن هذا الاخير وكان الطحاويّ بلغه ان ابا عبيد ارسل الى محمد بن عليّ يقول له: تعس من لقّنك. فامتنع الطحاويّ بعد ذلك من الكلام فقال محمد بن عليّ:
قل له ما احضر فليصنع ما شاء. فامر القاضي المرأة ان تأخذ بلجام محمد بن عليّ ففعلت به ذلك فتوسّط احمد بن محمد الماذرائيّ بين المرأة وبين محمد بن عليّ حتى اشترى حصّتها بالف (٨٣ ب) دينار وكان قد اشترى قدرها بثلاثمائة وانقدها الثمن واشهد عليها حسين بن محمد مأمون ومحمد بن الربيع الجيزيّ فشهدا عند القاضي بذلك بحضرة المرأة ومعها المال. فلما علم القاضي بذلك ركب في الحال الى محمد بن عليّ فهنّأه بالحجّ وعزّاه بامّه
قال ابن زولاق: وحدّثني ابو عليّ بن ابي جبلة كاتب تكين قال: ارتدّ نصرانيّ فاستتيب فلم يرجع فشاور تكين القاضي في قتله فركب القاضي الى تكين هو وجماعته فعرضوا عليه التوبة فلم يرجع فعاودوه فاقرّ فاشار القاضي بقتله فقتل فقال تكين للقاضي: اكتب الى السلطان بهذه القصّة. فقال: افعل. قال: وامرني ان اكتب محضرا بذلك فكتبت: حضر مجلس الامير ابي منصور تكين من يشهد فيه. فلمح القاضي الكتابة فصاح: قطع الله يدك اكتب حضر تكين مولى امير