وباشر بحسن سياسة فاحبّه الناس وألان لهم جانبه. وكان سهلا في الاحكام لا يتشدّد لما كان اهل دمشق عاملوه به وكان في احكامه في مصر كالمحجور عليه لكثرة جلوس كافور للمظالم في كل سبت. وكان يوقّع الى الشهود وقبض كافور يده عن الاحباس وتسلّمها منه في شوّال سنة ٥٠ وردّ امرها الى الحسن بن ايّوب ويحيى ابن مكّيّ. وعدّل في ولايته جماعة من الاشراف
ورفعت (٩٩) اليه امرأة ان زوجها اشعر الذكر وانها لا [تطيقه] فحكم عليها بان لا تمنعه يوم يتنوّر ثم قال له: تنوّر انت كل يوم ان شئت
وقال عبد الغنيّ بن سعيد: كان ربما اختار خلاف مالك ومن ذلك القضاء بشاهد ويمين. وكان يحكي عن ابيه وإسماعيل القاضي انهما كانا لا يحكمان به وكان اذا شهد الواحد وليس معه غيره ردّ تلك الشهادة
قال ابن زولاق: ولم يزل ابو الطاهر ينظر في الاحكام حتى قدم جوهر بعسكر المعزّ فانزعج اهل مصر لذلك فندب الوزير ابن الفرات ابا جعفر مسلما الحسينيّ وابا إسماعيل الزهي (؟) وابا الطاهر القاضي في جماعة من وجوه البلد فخرجوا الى جوهر وكلّموه في الأمان فكتب لهم سجلاّ ورفع قدر القاضي وخلع عليه. ثم دخل جوهر مصر واقرّ القاضي على حاله لكن الزمه ان يحكم في المواريث بقول اهل البيت وفي الطلاق وفي الهلال وكان القاضي يتراءى هلال رجب وشعبان ورمضان كل سنة بسطح الجامع فابطل ذلك وصار الهلال بالعدد شهرا ثلاثين وشهرا تسعا وعشرين في الصيام والفطر وغير ذلك. ثم وصل المعزّ فتلقّاه وجوه [اهل] البلد الى الاسكندريّة فخلع على القاضي وحمله وسايره في الركوب وقال له: كم رأيت يا قاضي خليفة. فقال:
واحدا والباقي ملوك. وكان رأى من العبّاسيّة عشرة اوّلهم المعتضد. وكان النعمان بن محمد قدم صحبة المعزّ [فلم ينظر في شيء من الاحكام مع ان المعزّ كان اشركه مع القاضي وقدم صحبة المعزّ] ايضا عبد الله بن محمد بن ابي ثوبان فولاّه المعزّ النظر في المظالم فتبسّط في الاحكام وسمع الشهادات وسجّل عليه بقاضي مصر والاسكندريّة وانفرد شهود يشهدون عليه في احكامه كما تقدّم في ترجمته فقال له الحسين بن كهمش في قصّة جرت: انت امرت ان يكتب في اسجالك