للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن مروان على مقدمة أبيه فدعاهم ابن عميرة إلى النهوض معه فتثاقلوا عنه فرفض أمرهم

وقدم مروان بن محمد مصر يوم الثلاثاء لثمان بقين من شوال سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وسود أهل الحوف الشرقي وأول من سود هناك شرحبيل بن مذيلفة الكلبي الزهيري (١) ولحق الأسود بن نافع ابن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري بالإسكندرية فسود بها وسود عبد الأعلى بن سعيد بن عبد الله بن مسروق الجيشاني بصعيد مصر وسود يحيى بن مسلم بن الأشج مولى بني زهرة بأسوان وعزم مروان على تعدية النيل فأمر بدار آل مروان المذهبة فأحرقت فقال له زبان بن عبد العزيز: إنها دار بني عبد العزيز وقد أعظمت فيها النفقة. فقال مروان:

إن أبق ابنها لبنة من ذهب ولبنة من فضة وإلا فما تصاب به من نفسك [٤٣] أعظم. ثم دخل مروان إلى الجيزة وحرق الجسرين فقال عيسى ابن شافع يبكي الدار المذهبة:

يا طللا أقوى وحل البلى … منه لدا (٢) العلو وفي السفل

قد كنت مغنى لعيون المها … وكنت مأوى لظبي (٣) الرمل

وكان أربابك ما إن لهم … في النّاس من نوع ولا شكل


(١) في الاصل سمي هنا: شرحبيل بن مديلمة الخ وبعد هذا: شرحبيل بن بدرانة الكلبي (ص ٤٥ ب) ثم: شرحبيل بن مديلفة الكندي (ص ٤٧ ب) ثم: شرحبيل بن مذيلفة الكلبي (ص ١٦١) ويظهر ان المقصود بالكل شخص واحد وهو الذي سمي في الانتصار شرحبيل بن مذيلفة (ج ٤ ص ٣٩) حيث ذكر انه اول من سوّد بالحوف الشرقي
(٢) في الاصل: لذا
(٣) في الاصل: الظبي

<<  <   >  >>