للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزاهر باب (قتال أهل البغي)

دْكر الشَّافِعِي رحمه الله: - في المختصر - قول اللَّه - عز وجل -: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)

إلى قوله: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الآية.

قال - اللَّه تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ) ثم قال: (اقْتَتَلُوا) ولم يقل: اقتتلتا.

ولو قاله لكان جائزاً؛ لأن كل طائفة منهما جماعة.

وقول اللَّه تعالى: (فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى) الآية، أي: اعتدت

وجارت.

والبغي: الظلم. والباغية: التي تعدل عن الحق، وما عليه أئمة المسلمين

وجماعتهم: يقال: بغى الجرح: إذا ترامى في الفساد.

وبغت المرأة: إذا فجرت.

والبَغِيُّ: الفاجرة.

وقوله -: (حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ) الآية، أي: ترجع إلى أمر الله تعالى.

وقوله تعالى: (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الآية، أي: اعدلوا.

يقال: أقسط فهو مقسط: إذا عدل. وقسط فهو قاسط: إذا جار.

* * *

قال الله عزَّ وجلَّ: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)

الأم: من لا قصاص بينه لاختلاف الدينين:

قال الشَّافِعِي رحمه الله: جعل - اللَّه تعالى - الأخوة بين المؤمنين - بابتداء

الآية - فقال: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الآية، وقطع ذلك بين المؤمنين والكافرين، ودلَّت سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مثل ظاهر الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>