للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشَّافِعِي رحمه اللَّه: اللهم لا.

قال: مخلوق؟ قال الشَّافِعِي: اللهم لا.

قال: فغير مخلوق؟

قال الشَّافِعِي: اللهم نعم.

قال: فما الدليل على أنه غير مخلوق؟

فرفع الشَّافِعِي رأسه وقال: تقرُّ بأن القرآن كلام اللَّه؟

قال: نعم.

قال الشَّافِعِي سُبقْتَ في هذه الكلمة، قال اللَّه تعالى ذكره: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ) .

وقال: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) .

قال الشَّافِعِي رحمه الله: فتقرُّ بأن اللَّه كان وكان كلامه؛ أو كان اللَّه ولم يكن

كلامه؟ فقال الرجل: بل كان اللَّه، وكان كلامه.

قال: فتبسم الشَّافِعِي وقال: يا كوفيون، إنكم لتأتوني بعظيم من القول: إذا كنتم تقرون بأن اللَّه كان قبل القَبل وكان كلامه، فمن أين لكم الكلام: إن الكلام اللَّه، أو سوى اللَّه، أو غير اللَّه، أو دون اللَّه؟!

قال: فسكت الرجل وخرج.

* * *

قال الله عزَّ وجلَّ: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ)

الرسالة: بيان فرض الله في كتابه اتباع سنه نبيه - صلى الله عليه وسلم -:

قال الشَّافِعِي رحمه الله: وضع اللَّه رسوله - صلى الله عليه وسلم - من دينه، وفرضه، وكتابه، الموضع الذي أبان جلَّ ثناؤه أنه جعله علماً لدينه، بما افترض من طاعته، وحرم من معصيته، وأبان من فضيلته، بما قرن من الإيمان برسوله مع الإيمان به، فقال

<<  <  ج: ص:  >  >>