للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفارسية -: (مردك لا كما لا نيست) (١) فعلم أني راطنت صاحبي: بشيء هجنْتُه فيه، فقال: تناظر؛ فقلت للمناظرة جئتُ.

قال اللَّه - عز وجل -: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ) الآية.

نسب الديار إلى مالكيها، أو إلى غير مالكيها؟

قال: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -، يوم فتح مكة: "من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن"

فنسب الديار إلى أربابها أم إلى غير أربابها؟

قال: واشترى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: (دار السجن) من مالك غير مالك؟

قال: قلت من مالك.

قال: فلما عرفت أني قد أفحمت قُمتُ.

قال: وقال غير أبي إسماعيل في هذه الحكاية: فقال له الشَّافِعِي: لو قلت

قولك احتجت أن أُسِلسَل.

قال البيهقي رحمه اللَّه: وقد ذكرنا حكاية مناظرتهما في كتاب (المعرفة) أتم

من هذا، وفيها من الزيادة: احتجاج الشَّافِعِي بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وهل ترك لنا عقيل من دار؛" الحديث.

ثم معارضة إسحاق إياه بقول التابعين.

قال الشَّافِعِي رحمه للُه: من هذا؟

قيل: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: فقال له

الشَّافِعِي: أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم؟

قال إسحاق: هكذا يزعمون.

قال الشَّافِعِي رحمه الله: ما أحوجني أن يكون غيرك في موضعك، فكنت

آمر بعرك أذنيه.


(١) مرد: هو الرجل الصغير والحقير، و (ما لان) أو (كما لان) : قرية بمرو ينسب إلى أهلها الغفلة، انظر آداب الشَّافِعِي ومناقبه / للرازي، ص / ١٨٠) الهامش) رقم / ٢، والمقصود: أنه نسب الشَّافِعِي إلى الصغار والغفلة واللَّه أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>