للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما بين للمؤمنين قضية عقدية هامة، وهي أنه لا خيار لمؤمن ولا مؤمنة بعد قضاء الله وحكمه كما تفيد الآيات.

وقد توفيت زينب سنة عشرين للهجرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد صلى عليها عمر رضي الله عنه ودفنت بالبقيع١.

الزوجة الثامنة: جويرية بنت الحارث رضي الله عنها

كانت جويرية من سبايا بني المصطلق، جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم تستعين به في كتابتها، فأدى صلى الله عليه وسلم عنها كتابتها وتزوجها بعد ذلك، وكان قومها جميعًا سبايا عند الصحابة، وبعد أن تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصحابة: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترقون فأرسلوا ما بأيديهم من السبايا وأعتقوهم فصاروا جميعًا أحرارًا.

تقول عائشة: فلا نعلم امرأة كانت أكثر بركة على قومها من جويرية.

وقد توفيت جويرية بالمدينة سنة ست وخمسين من الهجرة وصلى عليها والي المدينة مروان بن الحكم ودفنت بالبقيع وكان عمرها يوم وفاتها خمسًا وستين سنة٢.

الزواجة التاسعة: أم حبيبة رضي الله عنها

هي رملة بنت أبي سفيان من السابقات للإسلام، هاجرت مع زوجها عبد الله بن جحش إلى الحبشة، وهناك ارتد عبد الله عن الإسلام وتنصر وثبتت هي على الإسلام، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي يخطبها له، فزوجه إياها، وأصدقها أربعمائة دينار.

تقول أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان: فارقت عبد الله بن جحش فما شعرت إلا بجارية يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثياب النجاشي تأتيني وتقول: إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجكه.

قالت: بشرك الله بخير.

قالت: يقول لك الملك وكلي من يزوجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته وأعطت أبرهة سوارين من فضة وخدمتين كانتا في رجلي وخواتيم


١ انظر بغية الرائد باب مناقب زينب ج٩ ص٣٩٨.
٢ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد باب مناقب صفية ج٩ ص٤٠٣.

<<  <   >  >>