للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر.

وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا.

فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء تلك سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني" ١.

يروي الترمذي بسنده قول أبي موسى الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا٢.

رابعًا: كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم المتعدد حلا لا بد منه في بعض الحالات.

فأم سلمة المخزومية: بنت سيد بن مخزوم، المهاجرة إلى الحبشة، وإلى المدينة، وقد استشهد زوجها، وليس لها أحد، بعدما أصرت على ترك قومها، وهاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت شديدة التقدير، والتعلق بزوجها أبي سلمة فلما مات خطبها أبو بكر، وطلبها عمر فرفضت لأنها لم تجدهما خيرًا من أبي سلمة.

فهل تبقي وحدها أرملة؟ وهي التي تحملت من أجل الإسلام ما تحملت.

إنه ليس هناك حل أبر، وأكرم من ضم رسول الله صلى الله عليه وسلم لها إلى نسائه، وقد رضيت به عوضًا.

ورملة بنت أبي سفيان: زعيم قريش أسلمت، وهجرت أباها وقومها، وهاجرت إلى الحبشة، مع زوجها، ثم تنصر زوجها، وارتد عن الإسلام، ومات كافرًا، وثبتت هي على إسلامها، وظلت مقيمة في الحبشة.

أهذه تترك؟ ولمن؟

هل تترك لتعود لقومها مع كفرهم؟

أتترك للعزلة والشماتة؟


١ صحيح البخاري كتاب النكاح باب الترغيب في النكاح ج٨ ص١٢٥ ط الأوقاف.
٢ سنن الترمذي بشرح تحفة الأحوذي ج١٠ ص٢٥٨ والحديث حسن غريب.

<<  <   >  >>