والآيات واضحة الدلالة على براءة السيدة عائشة رضي الله عنها، وتعيين الأفاكين في عدد قليل، هم العصبة، وتوجيه المسلمين إلى المنهج القويم، الذي يجب اتباعه في مثل هذه الحالات، مع ملاحظة أن إبطال الإفك كان في كلمة واحدة أطلقت على كل ما جرى مسمى "الإفك"، وبقية الآيات دروس تربوية وإيمانية لمجتمع يجب أن يدوم على خيريته وعظمته التي صنعها الإسلام، ويجب أن تستمر به.
وأهم هذه الدروس ما يلي الدرس الأول:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاش شهرًا قبل نزول الآيات بالبراءة، والإشاعة الكاذبة تملأ الدنيا، والهمس يدور بين أهل المدينة جميعًا، وأخذ صلى الله عليه وسلم يبحث عن الحقيقة التي ترد هذا الزيف المتكاثر فاستبين آراء أصحابه، وسأل أسامة بن زيد، وعلي بن أبي طالب، كما سأل بريرة مولاته.
وقد أجابه كل من سأله إجابة تؤكد علو مقام السيدة عائشة وطهارتها، ولم يزد أحد عن ذلك إلا عليًا رضي الله عنه فإنه حاول أن يسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبعده عن الحزن، فنصحه بالزواج، فالنساء كثير, حتى لا يتأثر بما يشاع مع تقديره لمقام عائشة رضي الله عنها.