للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهاجرت رضي الله عنها مع زوجها عثمان رضي الله عنه إلى الحبشة الهجرة الأولى، وعادت معه إلى مكة ثم هاجرت إلى المدينة المنورة بعد هجرة رسول الله إليها ومرضت بعد الهجرة واستمرت مريضة حتى وافاها أجلها، عند رجوع المسلمين من غزوة بدر في رمضان سنة اثنين من الهجرة، وبسبب ذلك لم يشترك عثمان رضي الله عنه في بدر، وبقي مع زوجته رقية يمرضها، ويرعاها بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم له سهمه، وأجره.

وعند عودة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد "بدر" كان عثمان رضي الله عنه، راجعًا من البقيع بعد أن واراها مثواها الأخير رضي الله عنها١.

الرابع: أم كلثوم رضي الله عنها

خطبها ابن عمها "عتيبة بن أبي لهب" إلا أنه تخلى عنها، وتركها بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم إرضاء لأبيه وأمه، هاجرت إلى المدينة مع أختها فاطمة رضي الله عنها، وعاشت مع أبيها في بيته، وبعد وفاة رقية تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه في شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة ولذلك عرف عثمان بن عفان بـ"ذي النورين" ولم تنجب منه، واستمرت في كنفه حتى ماتت رضي الله عنها سنة تسع من الهجرة، ودفنت بالبقيع٢.

الخامسة: فاطمة رضي الله عنها

هي أصغر بناته صلى الله عليه وسلم، وكان لها دور بارز في الهجرة النبوية، تزوجها علي بن أبي طالب بأمر من الله تعالى، وولدت له: الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم، وزينب، وهي من النساء الكاملات اللاتي أحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكانت خديجة رضي الله عنها إذا ولدت ولدًا دفعته إلى من يرضعه، فلما ولدت فاطمة لم يرضعها غيرها، فحظيت بعناية أبيها وأمها منذ صغرها٣.

أمر الله رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوج ابنته فاطمة رضي الله عنها ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه, ولذلك توقف صلى الله عليه وسلم عن تزويجها لغيره من كبار الصحابة، بعدما ذكروها لأنفسهم، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أتى أبا بكر رضي الله عنه فقال:


١ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد باب ما جاء في رقية ج٩ ص٣٤٧.
٢ المرجع السابق باب ما جاء في أم كلثوم ج٩ ص٣٤٨.
٣ الطبقات الكبرى ج٨ ص٢١.

<<  <   >  >>