للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان إسلام أبي العاص وهجرته رضي الله عنه سنة ست، يروى ابن سعد ذلك فيقول: خرج أبو العاص بن الربيع في عير إلى الشام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب فلقوا العير بناحية العيص في جمادى الأولى سنة ست من الهجرة فأخذوها وما فيها من الأثقال وأسروا ناسًا ممن كان في العير منهم أبو العاص بن الربيع، فلم يعد أن جاء المدينة فدخل على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسحر وهي امرأته فاستجارها فأجارته، فلما صلى رسول الله الفجر قامت على بابها فنادت بأعلى صوتها: إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس هل سمعتم ما سمعت"؟.

قالوا: نعم.

قال: "فوالذي نفسي بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت الذي سمعتم, المؤمنون يد على من سواهم يجير عليهم أدناهم وقد أجرنا من أجارت".

فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله دخلت عليه زينب فسألته أن يرد على أبي العاص ما أخذ منه ففعل، وأمرها أن لا يقربها فإنها لا تحل له ما دام مشركا، ورجع أبو العاص إلى مكة فأدى إلى كل ذي حق حقه، ثم أسلم ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلمًا مهاجرًا في المحرم سنة سبع من الهجرة فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بذلك النكاح الأول١.

وقد ظلت زينب رضي الله عنها وجعة بسبب سقطها حتى لقيت ربها سنة ثمان من الهجرة، وقد صلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ودفنت بالبقيع رضي الله عنها٢.

الثالثة: رقية رضي الله عنها

هي الثالثة في ترتيب أولاد النبي صلى الله عليه وسلم، خطبها ابن عمها "عتبة بن أبي لهب" إلا أنه تخلى عنها، ولم يدخل بها، وطلقها بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزولا على رغبة أبيه أبي لهب، وأمه أم جميل، فتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وولدت له ولدًا أسموه "عبد الله" مات صغيرًا.


١ الطبقات الكبرى ج٨ ص٣٣.
٢ سيرة النبي ج١ ص٦٥٤، ٦٥٥.

<<  <   >  >>