للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال صلى الله عليه وسلم: "بلى بعينيه بياض".

فقالت: لا والله.

فقال صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد إلا بعينيه بياض". يريد البياض المحيط بالحدقة.

ومن ذلك ممازحته للمرأة العجوز التي جاءته ترغب في الجنة، يروي الترمذي بسنده عن الحسن البصري رضي الله عنه قال: أتت عجوز النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يدخلني الجنة.

فقال صلى الله عليه وسلم: "يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز". فولت وهي تبكي.

فقال صلى الله عليه وسلم: "أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز" ١. والله تعالى يقول {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا، عُرُبًا أَتْرَابًا} ٢.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يبتسم في وجوه أصحابه حين يلقاهم، وفي حديثه إليهم، تلطفًا بهم، ومؤانسة لهم.

يقول جرير بن عبد الله رضي الله عنه: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم٣.

وروى الترمذي وغيره عن هند بن أبي هالة في حديثه يصف النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: جل ضحكه التبسم، يفتر عن مثل حب الغمام، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم كان يضحك ضحكًا حسنًا، كاشفًا عن سن مثل حب الغمام -وهو البرد- في البياض والصفاء والبريق٤.

وعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: ما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسمًا وكان صلى الله عليه وسلم يضحك أحيانًا حتى تبدو نواجذه٥.


١ سنن الترمذي.
٢ سورة الواقعة: ٣٥-٣٧.
٣ الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ج٨ ص٧٨.
٤ سنن الترمذي.
٥ الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ج٨ ص٧٨.

<<  <   >  >>