للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف آخر أهل النار خروجًا، رجل يخرج منها زحفًا، فيقول: يا رب قد أخذ الناس المنازل، فيقال له: انطلق فادخل الجنة، فيذهب ليدخل فيجد الناس قد أخذوا المنازل، فيرجع فيقول: يا رب قد أخذ الناس المنازل، فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟

فيقول: نعم.

فيقال له: تمن. قال: فيتمنى، فيقال له: فإن لك ما تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا.

فيقول: أتسخر بي وأنت الملك"، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه" ١.

وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف آخر أهل النار خروجًا من النار وآخر أهل الجنة دخولا الجنة، يؤتي برجل فيقول: سلوا عن صغار ذنوبه واخبئوا كبارها، فيقال له: عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا، عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا، فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول يا رب لقد عملت أشياء ما أراها هاهنا". يقول أبو ذر: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه٢.

وأخرج الإمام أحمد عن أم سلمة رضي الله عنها، أن أبا بكر رضي الله عنه خرج إلى بصرى ومعه النعيمان وسويبط بن حرملة رضي الله عنهما وكلاهما بدري، وكان سويبط على الزاد، فقال له النعيمان: أطعمني.

فقال سويبط: حتى يجيء أبو بكر.

وكان النعيمان ضحاكًا، مزاحًا، فذهب إلى أناس جلبوا ظهرًا -أي إبلا- فقال لهم النعيمان: أتبتاعون -أي تشترون- مني غلامًا -أي عبدًا- عربيًا فتيًا، فارهًا؟


١ سنن الترمذي كتاب صفة جهنم ج ٤ ص٧١٢.
٢ سنن الترمذي كتاب صفة جهنم ج ٤ ص٧١٣.

<<  <   >  >>