للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: نعم.

قال: إنه ذو لسان، ولعله يقول: أنا حر، فإن كنتم تاركيه لذلك، فدعوني لا تفسدوه علي.

فقالوا: بل نبتاعه، فابتاعوه بعشر قلائص -أي نوق شابة- فأقبل ليسوقها وقال لهم: دونكم هو هذا.

فقال سويبط: هو -أي النعيمان- كاذب، أنا رجل حر.

فقالوا قد أخبرنا خبرك، فطرحوا الحبل في رقبته، فذهبوا به فجاء أبو بكر فأخبر، فذهب هو وأصحابه إليهم، فردوا القلائص وأخذوه، ثم أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فضحك هو وأصحابه حولا أي كلما تذكروا هذه الفعلة١.

ومن ذلك ضحكه صلى الله عليه وسلم من الأمر العجيب يبلغه.

روى الإمام أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت سلمى امرأة أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي رافع وقالت: إنه ليضربني.

فقال صلى الله عليه وسلم: "ما لك وما لها"؟.

قال: تؤذيني يا رسول الله.

قال: "بما آذيتيه يا سلمى"؟.

قالت: ما آذيته بشيء، ولكنه أحدث وهو يصلي، فقلت له: يا أبا رافع إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم ريح أن يتوضأ, فقام يضربني, فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ويقول: "يا أبا رافع لم تأمرك إلا بخير" ٢.

وسئل ابن عمر رضي الله عنه: هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون؟

فقال: نعم وإن الإيمان في قلوبهم أمثال الجبال.

وقد صنع خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ترابطًا معهم تميز بالحب والتقدير.


١ مسند أحمد.
٢ مسند أحمد.

<<  <   >  >>