للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من ديارهم، وسلبت أموالهم.

وفي غزوة العشيرة خرج عدد من المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم للتصدي لقافلة قرشية أثناء ذهابها إلى الشام، ولكنها أفلتت منهم، فأخذ المسلمون يترقبون رجوعها، وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله، وسعد بن زيد، إلى شمال المدينة لاكتشاف القافلة حين رجوعها، فقبعا في "الحوراء"١ حتى مرت بهم راجعة، فأسرعا إلى المدينة، وأخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم برجوعها٢.

كانت القافلة مكونة من ألف بعير محملة بثروات ضخمة، وكان يحرسها أربعون قرشيًا بقيادة أبي سفيان بن حرب٣.

إن الاستيلاء على هذه القافلة فرصة طيبة للمهاجرين، وضربة قاصمة لأهل مكة، وإعلان واضح يظهر قوة المسلمين، ويبين حرصهم على نيل حقوقهم، ومدى عزتهم وشجاعتهم.

أخذت الأحداث تجري بقدر الله إلى حيث يشاء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها" ٤.

فخرج عدد قليل بأسلحة عادية ظنًا منهم أنها واحدة من السرايا السابقة، وبخاصة أن الرسول لم يأمر بقتال، ولم يكلفهم به، وكانت الحالة التي تصورها المسلمون أن الخروج خاص بالمهاجرين ليأخذوا أموال القافلة عوضًا عن أموالهم، والذين خرجوا من الأنصار خرجوا لمساعدة إخوانهم، نظرًا لضخامة القافلة، ومصاحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.


١ الحوراء بفتح الحاء وسكون الواو مكان يقع شمال المدينة.
٢ المغازي ج١ ص٢٠.
٣ سيرة النبي ج١ ص٦٠٦.
٤ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج٦ ص٦٧.

<<  <   >  >>