للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يروي البخاري في الصحيح عن جابر بن عبد الله قصة كعب بن الأشرف وفيها يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لكعب بن الأشرف، فإنه قد آذى الله ورسوله"؟.

فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟

قال صلى الله عليه وسلم: "نعم".

قال: فأذن لي أن أقول شيئًا.

قال صلى الله عليه وسلم: "قل".

فأتاه محمد بن مسلمة ومعه أبو نائلة وقال له: إن هذا الرجل يعني محمدًا قد سألنا الصدقة، وإنه قد عنانا وإني قد أتيتك أستسلفك.

قال كعب: وأيضًا لتملنه.

قال: فإنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه، حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه، وقد أردنا أن تسلفنا وسقًا أو وسقين١.

فقال كعب: نعم، ارهنوني.

فقالوا: أي شيء تريد؟

قال كعب: ارهنوني نساءكم.

قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟

قال كعب: فارهنوني أبناءكم.

قالوا: نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال له: رهن بوسق أو وسقين؟ هذا عار علينا، ولكنا نرهنك اللأمة -يعني السلاح- فواعداه أن يأتياه، فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة، وهو أخو كعب من الرضاعة، فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم.

فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟

قال كعب: إنما هو محمد بن مسلمة، وأخي ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم إذا دعي إلى طعنة بليل لأجاب.

فدخل محمد بن مسلمة برجال معه هم: أبو عبس بن جبر، والحارث بن أوس،


١ الوسق ستون صاعًا، والصاع قدح وثلث بالكيل المصري.

<<  <   >  >>