للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعبادة بن بشر وقال لهم: إذا ما جاء فإني قائم بشعره "أي آخذه" فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه، فدونكم فاضربوه، فنزل إليهم متوشحًا وهو ينفح ريح الطيب فقال لهم: ما رأيت كاليوم ريحًا، أي أطيب، عندي أعطر من نساء العرب، وأكمل العرب.

فقال محمد بن مسلمة: أتأذن لي أن أشم رأسك؟

قال: نعم.

فشمه ثم أشم أصحابه.

فلما استمكن منه قال: دونكم، فاقتلوه، فلما قتلوه ساروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وحينما بلغوا بقيع الغرقد كبروا، وقد قام عليه السلام تلك الليلة يصلي فلما سمع تكبيرهم كبر، وعرف أن قد قتلوه فلما انتهوا إليه قال: "أفلحت الوجوه".

قالوا: ووجهك يا رسول الله، ورموا برأسه بين يديه فحمد الله على قتله١ ويقال إن الذي قام على شعره أبو نائلة رضي الله عنه.


١ صحيح البخاري كتاب المغازي، باب قتل كعب بن الأشرف ج٦ ص٢٧٧-٢٧٩.

<<  <   >  >>