للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن طالت بك حياة أن تحقر عملك مع أعمالهم، وفعالك مع فعالهم، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله تعالى" ١.

فقال أبو قتادة: يا رسول الله، ما غضبت إلا لله عز وجل، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، حين نالوا من حمزة ما نالوا.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدقت، بئس القوم كانوا لنبيهم".

ووجد المسلمون في الجرحى الأصيرم -عمرو بن ثابت- وبه رمق يسير، وكانوا من قبل يعرضون عليه الإسلام فيأباه، فقالوا: إن هذا الأصيرم ما جاء به؟

لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الأمر، ثم سألوه: ما الذي جاء بك؟ أحربًا على قومك أم رغبة في الإسلام؟

فقال: بل ربغة في الإسلام، آمنت بالله ورسوله وأسلمت ثم أخذت سيفي فغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصابني ما ترون، ومات من وقته، فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هو من أهل الجنة" ٢.

ووجدوا في الجرحى قزمان, وكان قد قاتل قتال الأبطال، قتل وحده سبعة، أو ثمانية من المشركين, وجدوه قد أثخنته الجراح، فاحتملوه إلى دار بني ظفر، وبشره المسلمون, فقال: والله ما قاتلت إلا عن أحساب قومي، ولولا ذلك ما قاتلت، فلما اشتد به الجراح نحر نفسه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر له: "إنه من أهل النار" ٣.


١ إمتاع الأسماع ج١ ص١٤٥.
٢ الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد الشيباني ج٢٢ ص٢٠٣.
٣ المغازي ج١ ص٢٢٤.

<<  <   >  >>