قال عمرو: فقلت لصاحبي: النجاء، فخرجنا نشتد حتى صعدنا في جبل، وخرجوا في طلبنا حتى إذا علونا الجبل يئسوا منا، فرجعنا فدخلنا كهفًا في الجبل فبتنا فيه وقد أخذنا حجارة فرضمناها دوننا، فلما أصبحنا غدا عبيد الله بن مالك بن عبيد الله التيمي يقود فرسًا له فغشينا ونحن في الغار وكان معي خنجر قد أعددته فخرجت إليه وضربته ضربة فصاح صيحة فأسمع أهل مكة وجاءه الناس يشتدون وهو بآخر رمق فقالوا: من ضربك؟
فقال: عمرو بن أمية وغلبه الموت فمات مكانه ولم يدلل على مكاننا، فاحتملوه فقلت لصاحبي لما أمسينا: النجاء، فخرجنا ليلا من مكة نريد المدينة فمررنا بالحرس وهم يحرسون جيفة خبيب بن عدي، فقال أحدهم: والله ما رأيت كالليلة أشبه بمشية عمرو بن أمية لولا أنه بالمدينة لقلت هو عمرو بن أمية فلما حاذينا الخشبة شددنا عليها وحملناها وخرجنا بها شدًا حتى أتينا جرفًا بمهبط مسيل يأحج فدفناها في الجرف فغيبه الله تعالى عنهم فلم يقدروا عليه وعدنا بعدها إلى المدينة١.