للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثل هذا التعقيب بتخلل تصوير الحوادث والمشاهد ليرد الأمر كله إلى الله، ويكشف عن حكمة الأحداث والوقائع، فليس شيء منها عبثًا أو مصادفة، إنما تقع الأحداث وفق حكمة مقدرة، وتدبير مقصود، وتنتهي إلى ما شاء الله من العواقب، وفيها تتجلى رحمة الله بعباده.

إن الأمر كله من أوله إلى منتهاه صناعة إلهية تضع الإنسان أمام حقيقته، وتكشف أمام بصيرته وبصره جلال الخالق وعظمته، وتجعل الجزاء ملائمًا للطاعة، وتدبر العاقبة في خط متواز للعمل والسلوك.

وتختتم الآيات بالحديث عن الآثر الضخم المتصل بأعمال المنافقين والمرجفين، وتظهر خطأ تصوراتهم، وتثبت القيم الإيمانية بالنهاية الواقعية.

وهكذا بدأت المعركة وسارت في طريقها وانتهت إلى نهايتها وزمامها في يد الله يصرفها كيف يشاء.

وأثبت النص القرآني هذه الحقيقة بطريقة تعبيره، فأسند إلى الله تعالى إسنادًا مباشرًا كل ما تم من الأحداث، والعواقب، تقريرًا لهذه الحقيقة، وتثبيتًا لها في القلوب، وإيضاحًا للتصور الإسلامي الصحيح.

<<  <   >  >>