للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به، بمجرد توقع فتنة، وهؤلاء في الحقيقة لا دين لهم.

- لا عهد لهؤلاء المنافقين، فقد دخلوا في الإسلام وعاهدوا الله على الثبات والصبر والتحمل، لكنهم نكصوا ولم يفعلوا شيئًا مما عاهدوا الله عليه.

- يؤكد القرآن الكريم أن المنافقين صنف معاد للإسلام يعيش بين المسلمين، فهم معوقون، حاقدون، يعملون كل ما يضر الإسلام والمسلمين.

- الأمر كله بيد الله تعالى، وحين ينزل بأسه على المنافقين لن ينجيهم منه أحد.

وأما المؤمنون الصادقون فأسوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يهابون موتًا، ولا يشكون في صدق رسولهم، ويسيرون على منهج الله الذي أخذوه، ويزداد إيمانهم عند الشدة، ويتمسكون بالطاعة والتسليم, فمنهم من لقي الله شهيدًا، ومنهم من ينتظر دوره، في صدق وإخلاص، يقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا، وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} ١.

وتبين الآيات نتيجة المعركة، وتؤكد صدق الله ورسوله، وكذب من ادعى غير ذلك من المنافقين، ومن في قلبه مرض.

وتختم الآيات تناولها لأحداث غزوة الأحزاب ببيان حكمة الابتلاء، وعاقبة نقض العهد، وجزاء الوفاء به، وبيان أهمية، وتفويض الأمر في هذا كله لمشيئة الله تعالى فيقول سبحانه: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا، وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} ٢.


١ سورة الأحزاب: ٢١-٢٣.
٢ سورة الأحزاب: ٢٤، ٢٥.

<<  <   >  >>