للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجمع هذا كله١.

وطلبت الأوس من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهب لهم بني قريظة فإنهم حلفاؤهم، كما وهب لابن أبي بني قينقاع حلفاءه.

فقال صلى الله عليه وسلم: "أما ترضون أيها الأوس أن يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم"؟.

قالوا: بلى.

قال صلى الله عليه وسلم: "فذلك إلى سعد بن معاذ". وسعد يومئذ في المسجد في خيمة "رفيدة بنت سعد الأسلمية" وكانت تداوي الجرحى وتلم الشعث، وتقوم على الضائع الذي لا أحد له، وكان لها خيمة في المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل سعد بن معاذ فيها منذ جرح فخرجت الأوس فحملوه على حمار، والتفوا حوله وأخذوا يقولون له: يا أبا عمرو! إن رسول الله قد ولاك أمر مواليك لتحسن فيهم فأحسن، فقد رأيت ابن أبي وما صنع من حلفائه، وأكثروا في هذا وشبهه وهو لا يتكلم.

ثم قال سعد: قد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم.

فقال الضحاك بن خليفة بن عبد الأشهل الأنصاري: واقوماه.

وقال غيره منهم: نحو ذلك، ثم رجع إلى الأوس فنعى لهم قريظة.

فلما جاء سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس حوله قال: "قوموا إلى سيدكم! فقاموا له على أرجلهم صفين يحييه كل منهم".

وقالت الأوس الذين حضروا: يا أبا عمرو! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك الحكم فأحسن فيهم، واذكر بلاءهم عندك.

فقال سعد: أترضون بحكمي لبني قريظة؟

قالوا: نعم.

فأخذ عليهم عهد الله وميثاقه أن الحكم ما حكم، ثم قال: فإني أحكم فيهم أن يقتل من جرت عليه الموسى، وتسبى النساء والذرية، وتقسم الأموال.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سماوات" ٢.


١ المغازي ج٢ ص٥٠٩، ٢١٠.
٢ المغازي ج٣ ص٥١١، ٥١٢.

<<  <   >  >>