للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم إلى الملوك، وغيرهم، فلم يقع لي شيء منها البداءة بالحمد، بل بالبسملة١.

٣- كان يبدأ رسائله بعد البسملة بذكر اسمه صلى الله عليه وسلم، واسم المرسل إليه، أو شهرته فإن كان المكتوب إليه ملكًا كتب بعد ذكر اسمه عظيم القوم الفلانيين، وربما كتب ملك القوم الفلانيين، وربما كتب صاحب مملكة كذا، وكان يعبر عن نفسه صلى الله عليه وسلم في أثناء كتبه بلفظ الإفراد، مثل إني، ولي، وجاءني، ووفد علي، وما أشبه ذلك، وربما أتى بلفظ الجمع مثل بلغنا، وجاءنا، ونحو ذلك، وكان يخاطب المكتوب إليه عند الإفراد بكاف الخطاب، مثل لك، وعليك، وتاء المخاطب، مثل أنت قلت كذا وكذا، وجعلت كذا، وعند التثنية بلفظها مثل أنهما، ولكما، وعليكما، وعند الجمع، بلفظه مثل أنتم، ولكم، وعليكم، وما أشبه ذلك٢.

٤- كان صلى الله عليه وسلم يكتب في رسائله: أما بعد، ويضعها فاصلة بين المقدمة وعرض الموضوع.

٥- كان يختم رسائله: بالسلام، فيقول لأهل الكفر، والسلام على من اتبع الهدى، ويكتفي في بعضها بقوله والسلام.

٦- كانت الرسائل تذيل باسم كاتبها، وبخاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم المكتوب فيه "محمد رسول الله" تكتب على ثلاثة أسطر في كل سطر كلمة "محمد" "رسول" "الله" من أسفل إلى أعلى، ليكون لفظ الله هو الأعلى٣.

٧- كانت الرسائل تؤرخ بالهجرة، حيث عرف التاريخ بها في زمنه صلى الله عليه وسلم.

وقد كانت الرسائل عملا, دقيقًا، حسنًا، فبلغت الإسلام، وخاطبت الأمم والملوك بالحسنى، واشتملت على الحقائق التالية:

أولا: وجهت الرسائل إلى الملوك والأمراء فهم قادة الناس، ورعيتهم على دينهم، قد تضمنت الرسائل ما يفيد مسئولية الملوك عن رعاياهم ومن ذلك: "فإنما عليك إثم المجوس"، "عليك إثم الإريسيين"، "فإنما عليك إثم النصارى"، "فإنما عليك إثم القبط"


١ فتح الباري ج٨ ص٦٨.
٢ التراتيب الإدارية ص٢٠٣.
٣ الرسائل النبوية ص١١٨.

<<  <   >  >>